في كرة القدم لا أحد يعترف سوى بالنتائج، مهما كان حجم اسمك وتاريخك وإنجازاتك، لهذا فمن يكون بطلاً اليوم قد يُقابل بصافرات الاستهجان غداً، واحتراف كرة القدم كلاعب أو كمدرب، تعني أن مستقبلك على كف عفريت، وهو ما حدث لأسماء كبيرة كان آخرها أنشيلوتي وكاسياس، وكلاهما رحل عن ريال مدريد، وإن كان رحيل الأول عادياً لأن المدرب هو الشماعة الأولى للإخفاقات أو قلة الألقاب، ومنذ 1996 وحتى الآن تم تغيير 10 مدربين هم الأرجنتيني فالدانو، والإيطالي كابيلو، والألماني جوب هاينكس، ثم الهولندي غوس هيدينك، والبرتغالي كارلوس كيروش، تلاه الألماني بيرند شوستر، ثم الإسباني خواندي راموس، ثم التشيلي بيليغريني، وبعده البرتغالي مورينيو، انتهاء بالإيطالي أنشيلوتي، وأخترت الحديث عن المدربين منذ عام 1997، لأنه العام الذي أنضم فيه إيكار كاسياس للفريق الأول في مدريد، وهو الذي لم يعرف حياته غير الملكي، وعلى رغم إحرازه عشرات الألقاب لناديه، إلا أنه خرج من الباب الضيق وسط الدموع والآهات والحسرة، علماً بأن الرجل عمره 34 سنة، وما زال قادراً على الأقل لثلاث سنوات إضافية، وربما أكثر بكثير، وهانحن نعيش اليوم عصر رافا بينيتز الذي قد لا يعمر طويلاً هو الآخر. وعلى رغم تغير الوجوه، إلا أن مدريد حافظ للعام الثالث على التوالي على لقبه كأغنى نادٍ في العالم بحسب مجلة فوربس، بقيمة بلغت 3.263 بليون دولار (2.980 بليون يورو)، على رغم نقصان المبلغ حوالى 37 مليون دولار عن العام الماضي. والمنافسة بين الريال والبرشا ليست حكراً على المباريات، بل على الأمول أيضاً، لكن برشلونة الذي كان ثانياً تراجع للمركز الرابع بـ3.163 بليون دولار. فيما احتل عملاقا الرياضة في الولايات المتحدة، فريق كرة القدم الأميركية دالاس كاوبويز، وفريق البيسبول نيويورك يانكيز، المرتبتين الثانية والثالثة بقيمة بلغت 3.200 بليون دولار. ويبقى نادي مانشستر يونايتد أحد أبرز أندية العالم وأغناها، على رغم تراجع مستواه بعد رحيل ملهمه السير آليكس فيرغسون، ولكن من المرجح أن يعود أقوى مما كان صحبة مدربه فان غال، وهو خسر المركز الثالث كأغنى أندية العالم، وهبط إلى المركز الخامس بقيمة بلغت 3.104 بليون دولار. القائمة تضم ناديي كرة سلة الأكيد أنهما أمريكيان هما لوس أنجليس ليكرز ونيويورك نيكس، ونادي كرة القدم الأميركية واشنطن ريد سكينز، ونيوإنغلاند باتريوتس، وفريق البيسبول الأميركي لوس أنجليس دودجرز. الرياضة باتت صناعة وتجارة، وأعتقد أننا مقصرون جداً في وطننا العربي بحق هذه اللعبة التي ما زالت تعتمد أنديتها، إما على الحكومات أو على كرم بعض الأشخاص، أي أنه لا شيء ثابتاً، ولا شيء مستمراً، لأن الأشخاص أمزجة قد يتغيرون، ولأن الاحتراف مفهومه مختلف تماماً عمّا نراه عندنا. جريدة الحياة