قال الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء البحريني لم نقترب من هزيمة الإرهاب العدو المشترك في مقال نشرته صحيفة الديلي تليغراف اليوم الثلاثاء . وأشار ولي العهد أنه منذ 15 عاماً منذ بداية الحرب على الإرهاب، لم نقترب إلى الآن من فهم وعزيمة هذا العدو، حيث يعرف مبدئياً بالتعدي على مايعنيه الإسلام . وأضاف أن الإرهاب ما هو إلا أداة لمعتنقي الأيديولوجيات المنحرفة، و التي تضم جرائمهم الوحشية ، مشيراً إلى الطيار الأردني معاذ الكساسبة ، وقتل الرهائن المصريين في ليبيا و ما سبقه خلال نهاية الأسبوع المنصرم بكوبنهاجن. وقال الأمير سلمان يجب لهزيمة هذا التهديد الآخذ بالتصاعد أن يتسع فهمنا لتعريف خصمنا،وتعريف الإيدلوجية الجديدة، وإعادة تركيز الجهود بما يتناسب والوضع الراهن، للوصول لجوهر المشكلة. وعرف الإرهاب بأنه ليس بأيديولوجية فنحن لا نحارب إرهابيين وحسب وإنما نحارب "ثيوقراطيين" . واستخدم مصطلح "ثيوقراطيين" لأن هذه الحرب الجارية ليست ضد الإسلام مثلما لا يمكن أن تكون ضد المسيحية أو اليهودية أو البوذية أو أي ديانة أخرى، مضيفاً أن حقيقة هؤلاء هم أشخاص يستحذون بالدين لبلوغ غايتهم. وأشار أن الإرهاب واحد مهما اختلفت تسمياته مثل الدولة الإسلامية و داعش و القاعدة و ما ينبثق عنها من فرق و كذلك حركة الشباب الصومالية و بوكو حرام وغيرها من الجماعات.. هذه الجماعات انتهازية يستغلون الفوضى الإجتماعية للسيطرة على عقول الناس والتحكم بهم هنا في الدنيا و الآخرة إنهم أناسُ يضطهدون المرأة ويرتكبون المجازر لتصفية من يخالفهم ولا يوافق أو ينتمي إلى أيديولوجياتهم المنحرفة . وأشار أن هناك قاسم مشترك في ظهور هذه الإيدلوجيات وهو استغلال فراغ انهيار مؤسسات الدولة للظهور وهنا يطرح سؤال إذا كان التاريخ سيحكم إذا ما كانت أحداث الشرق الأوسط المتأزمة في 2011 تماثل أحداث برلين في عام 1989 أو بتروغراد في عام 1917. وأضاف فبينما نسعى لتنظيم النواحي الفكرية و العملية و القانونية للأنشطة الإعلامية و حرية الإعلام الالكتروني، نجدهم يستخدمون هذه المنصات بلا هوادة لزرع الكراهية و عرض أوجه الشر ، و بالتالي فنحن نواجه عدواً يستفيد من أدوات العالم الجديد في مسعاه لتكريس تركة مفاهيم القرن السابع عشر و لذا لن نتمكن من مجابهتهم باستخدام الوسائل القديمة .. وأكد أنه لا بد من إعادة النظر بشكل ممنهج و شامل و متعمق في طبيعة هذا التهديد لتركيز جهودنا نحو تحقيق هدفنا المشترك بالتفعيل الاستراتيجي لإمكانيات مصادرنا إذا ما أتت مجتمعة و بذلك نتمكن من المحاسبة الفاعلة لهذه الأيديولوجيات الإجرامية التي تضع نفسها فوق مستوى البشر بادعاء أن لديها تفويض إلهي لممارسة الحكم على أسس خاطئة وأعرب عن أسفه لتفشي هذا الخطر ويجب التخلي عن مسمى "الحرب على الإرهاب" وتركيز جهودنا على مجابهة تصاعد هذه الثيوقراطيات الفاشية الآثمة.