التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في جدة الرئيس رمضان أحمد قاديروف رئيس جمهورية الشيشان. وبحسب وكالة الأنباء السعودية ،جرى خلال اللقاء بحث عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك. حضر اللقاء وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان، ووزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الديوان الملكي المكلف الأستاذ خالد العيسى، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، ورئيس الاستخبارات العامة الأستاذ خالد الحميدان. وحضر الاجتماع رئيس البرلمان في جمهورية الشيشان ماغمد داؤدوف، ونائب رئيس حكومة الشيشان حسن حكيموف، والمندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى منظمة التعاون الإسلامي اليغ ازيروف . لا يعتبر الاتصال المباشر مع العالم الإسلامي شيئاً جديداُ في تاريخ الشيشان مابعد الاتحاد السوفيتي. و مع وصول بوتين إلى الرئاسة الروسية، انتخب حاج أحمد قديروف والد الرئيس الشيشاني الحالي رمضان قديروف والمفتي السابق للجمهورية الشيشانية الغير معترف بها إيشكيريا كأول رئيس للشيشان . وفي يونيو 2004، أي بعد شهرين فقط من استلامه للمنصب، سافر إلى السعودية ليعلن أن "الشيشان ستصبح سلسلة الوصل في العلاقات الروسية السعودية." وقد كان ذلك قيماً بالتأكيد خاصةً في ظل حاجة كلا البلدين إلى إعادة ضبط علاقاتهما الحادة. وفي ضوء ذلك دعا بوتين السعوديين للمساعدة في إعادة بناء الشيشان من خلال تمويل مشاريع بنى تحتية كبيرة. والأهم من ذلك، أنه خلال هذه الجولة اقترح الحاج أحمد قديروف تأسيس المركز العالمي لتفسير الإسلام ــ وهي مؤسسة هدفها من بين الأمور الأخرى إصدار الفتاوى رداً على الهجمات الإرهابية التي تنفذ باسم الإسلام إلا أن اغتياله في انفجار قنبلة في مايو 2004 أوقف هذه المبادرة والعديد من المبادرات الأخرى. لكن هذه الجهود استمرت مباشرةً بعد أن استلم ابنه السلطة في العام 2007: حيث حاز رمضان قديروف على إعجاب وفد من منظمة المؤتمر الإسلامي (أو آي سي) كان يقوم بزيارة الشيشان بناءاً على مدى التقدم الذي أحرزته الشيشان بعد عقد من الصراع. وبحلول العام 2010، استطاع أن ينال شرف أول رجل من رجال الدول الأجانب للمشاركة مرتين في غسل الكعبة وبذلك أصبح أول روسي مسلم يقوم بذلك. وفي السنوات التالية، أصبح ضيفاً مرحباً به من قبل العديد من العائلات الملكية، حيث اجتمع مع الملك عبدالله بن عبد العزيز في السعودية والملك عبدالله الثاني في الأردن والعديد من المسؤولين في الشرق الأوسط بما في ذلك اجتمع مرتين مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس . هذا وقد استطاعت الشيشان من خلال وزارة الشؤون الخارجية ــ أي من خلال ممثلي الشيشان في وزارة الخارجيةـــ أن تزيد ببطء ولكن بثبات عدد اتصالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية في الشرق الأوسط. إذ قام قديروف في نوفمبر 2013 بجولة إلى الإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين والسعودية وذلك من أجل "اجتذاب رؤوس الأموال لاستثمارها في مشاريع جديدة." إلا أن هذا النشاط كان يهدف إلى أبعد من أهداف "الدبلوماسية العامة"، فقد كان هدفه الرئيسي هو أن يجعل من الشيشان وجهة مقدسة للمسلمين إقليمياً إن لم يكن عالمياً.