مفردة فقّاعة حسب معجم المعاني الجامع: شيء جميل ولكنَّه زائل أو خادع أو موهِم وجمعها فقّاعات أو فقاقيع وهي نُفَّاخاتٌ ترتفع على سطح الماءِ والشَّرَاب كالقوارير، تَنْفَقِئُ سريعًا. في المحكي العام لم نعهد استخدام مفردة فقاعة الاّ في رغوة الصابون، أما اليوم فقد شاع استخدامها في كلّ أمر يُشير إلى قرب نهايته وربما قبل البدء فيه وتستخدم أيضاً للإشارة إلى الوصول لمرحلة الانفجار. قالوا عن تضخّم أسعار العقار في بلادنا فقاعة وكذا قيل عن سعر بعض أسهم الشركات المُدرجة في السوق المالية (البورصة) وعن مسيرة بعض من يبرز دون سابق تهيئة في مجال الفن وكُرة القدم بشكل عام أو أي ظاهرة تبرز فجأة كل هذا يقال له فقّاعة. سأمشي مع الركب في شأن الفقّاعات ولاسيما وعنوان هذه الزاوية الثابت منذ بدأت يُشير إلى السير في قافلة وأقول بعد التعوّذ من وساوس الشيطان الرجيم إن بعض المؤسسات الرسمية في بلادنا دأبت في الآونة الأخيرة على إطلاق مبادرة وراء الأخرى لدرجة تلزمهم تلك المؤسسات بمبادرة جديدة قبل أن يلتقط الناس أنفاسهم من متابعة وتحليل أثر المبادرة السابقة. في المجالات الحيوية التي تعني المجتمع بشكل مباشر كالتعليم العام والجامعي والصحة والأحوال الشخصية والشؤون الاجتماعية تنشط متواليات الفقاقيع فهذا يُعلن عن مبادرة تطرب لها الآذان وتنفرج لها الأسارير وذاك يؤكد بأن مبادرته أشمل وأعم والثالث يجزم بأن المشاكل والعقبات أصبحت من الماضي لإقراره مبادرة (ما تخرّش المية) وهكذا من (حكي) فيتباشر الناس بقرب انفراج الأزمات وإذا بهم يكتشفون بأن الحكاية من أولها لآخرها عبارة عن تخدير كلامي وأن تلك المبادرات قد نساها حتى من أطلقها وبشّر بها. باختصار أقول كما يقول عامّة الناس "يا ليتنا من حجّنا سالمين" فالمبادرات صارت كبيض الصعو يُذكر ولا يشاف له أثر. من جريدة الرياض