رفضت عائلة زعيم حركة طالبان المتوفى، الملا عمر، إعلان البيعة لخليفته، مطالبة علماء الدين بالتوسط لحل الخلاف المتزايد داخل صفوف الحركة بشأن انتقال السلطة. وكانت الحركة قد أعلنت الجمعة اختيار الملا أختر منصور زعيما جديدا لها، بعد إعلان وفاة الملا عمر الذي قالت إنه توفي في 2013، بعد قيادة الحركة لمدة 20 عامًا. وبحسب بي بي سي لكن سرعان ما برزت الخلافات بين منصور والذين رفضوا اختياره ومن بينهم نجل الملا عمر، يعقوب وشقيقه الملا عبد المنان. وقال عبد المنان في رسالة صوتية بثت الأحد، دون إشارة إلى منصور "عائلتنا لم تعلن البيعة لأي شخص وسط هذه الخلافات". وأضاف "نريد من العلماء حل الاختلافات بدلا من إعلان البيعة لطرف من الأطراف"، بحسب الرسالة التي أكدت مصادر في حركة طالبان صدورها عن عبد المنان. وأكد مصدر من طالبان لوكالة فلاانس برس أنّ يعقوب، وعدد آخر من أعضاء المجلس الحاكم لطالبان، غادروا الجلسة التي اختير فيها منصور، رافضين إعلان البيعة له. وقال المصدر إن "جزءا من المتمردين منزعجون، ويريدون إجابات من منصور، وحلفائه على بعض الأسئلة: لماذا أخفت الحركة موت الملا عمر هذه الفترة؟ وهل خدعتنا الحركة بوضع بيانات مزيفة باسمه لخدمة مصالحها؟" يعارض الكثيرون ما يعتبرونه ضغطا من باكستان لاجبار طالبان على اجراء محادثات سلام باشرة مع الحكومة الافغانية وكان الملا منصور قد دعا السبت إلى وحدة الصف في أول رسالة صوتية له بعد توليه رئاسة الجماعة، وهي تواجه أكبر أزمة في قيادتها في السنوات الأخيرة. وهدفت رسالة منصور إلى رأب الصدع بين صفوف الحركة في الوقت الذي يزداد فيه الشقاق بشأن محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية. ويعتبر منصور، ونائباه اللذان عينا حديثا، وهما القائدان الدينيان، هيبة الله أخوندازدا، وسراج الدين حقاني، من المقربين من المؤسسة العسكرية الباكستانية، التي رعت تاريخيا ودعمت طالبان. ويعد منصور قائدا عمليا، من المناصرين لمحادثات السلام، وقد زاد هذا من الآمال في أن انتقال السلطة قد يمهد الطريق لنهاية الحرب الدموية الطويلة الأمد في أفغانستان. وبحسب بي بي سي علقت الحكومة الأفغانية الاثنين لأول مرة على الانشقاق داخل حركة طالبان قائلة إنها لن تتعامل مع الجماعة المتشددة منفصلة عن "المعارضة المسلحة" في البلاد. وجاء هذا التعليق في بيان صادر عن مكتب الرئيس الأفغاني، أشرف غني. وأضاف البيان أن الحكومة لن تقبل "أي بنية سياسية موازية" معارضة للحكومة الأفغانية، في إشارة واضحة إلى طالبان، التي تسمي نفسها "إمارة أفغانستان الإسلامية". وكانت محادثات السلام الوليدة بين طالبان والحكومة قد توقفت الأسبوع الماضي عقب إعلان السلطات الأفغانية عن موت الملا عمر في أبريل 2013. وأكدت الحركة موت الملا عمر معلنة اختيار الملا منصور ليحل محله. وكانت طالبان قد نشرت ما يبدو أنه لقطات نادرة لأحد اجتماعاتها وسط الانشقاق في صفوفها في أعقاب الإعلان عن موت الملا عمر. ويظهر الفيديو المنشور مئات الأعضاء في الجماعة وهم يعلنون البيعة لزعيمهم الجديد الخميس، الملا منصور، الذي لم يظهر وجهه. ويقول المراسلون إن نشر تلك اللقطات يبدو أنه محاولة لإثبات أن الملا منصور يحظى بدعم واسع النطاق. ويعرف عن حركة طالبان معارضتها الدائمة لاستخدام لقطات الفيديو والصور.