دعا كبير الصحفيين السياسيين السابق في صحيفة ديلي تليغراف إلى مراجعة محايدة للقواعد التي تعمل بها الصحيفة بشأن تغطيتها وقال بيتر أوبورن، الذي استقال من الصحيفة لتغطيتها فضيحة بنك إتش إس بي سي الخاصة بالتهرب من الضرائب. إن ديلي تليغراف لم تبرز موضوع إتش إس بي سي بطريقة كافية بسبب مصالح تجارية. ويعد بيتر أوبرون كبير المعلقين السياسيين للديلي تلغراف والمعد للقناة الرابعة للتلفزيون البريطاني. وكتب عدد من الكتب عن تحديد الهياكل الكامنة وراء الخطاب السياسي .وهو ضيف منتظم على برامج بي بي سي منها " وقت الأسئلة " و " أي سؤال " كان صاحب جائزة كاتب العمود للعام 2013 في حفل توزيع جوائز الصحافة. وقال بيتر " قبل خمس سنوات قبلت أن أكون رئيس الصحفيين السياسيين لصحيفة ديلي تلغراف وكنت فخور جدا . فقد كانت ديلي تلغراف واحدة من أهم الصحف الإخبارية التعليمية في بريطانيا. وكان أوبورن قد شرح في بيان مطول نشر الثلاثاء سبب استقالته من الصحيفة بقوله "إنه يرجع إلى الضمير" بسبب عدد من قرارات الصحيفة التحريرية، متهما الصحيفة بممارسة شكل من أشكال الاحتيال على قرائها. وقال أوبورن الأسبوع الماضي في برنامج "بانوراما" في بي بي سي الذي حقق في موضوع إتش إس بي سي إن "الصحيفة لم تذكر الموضوع إلا بالكاد"، مقارنة بالصحف الأخرى التي تناولته "بالتفصيل" وقال: "المرء كان يحتاج إلى مجهر للعثور على تغطية ديلي تلغراف، بالمقارنة مع تغطية الفضيحة في الصحف البريطانية الأخرى. وصرح للقناة الرابعة في التلفزيون البريطاني قائلًا: "أتحدث باسم الغالبية العظمى من اعضاء أسرة العاملين في ديلي تلغراف، حين أقول إني لا أثق بالرئيس التنفيذي للصحيفة مردوك ماكليلان والأخوين باركلي اللذين يملكان الصحيفة". وبيّن أوبورن أنه كتب تقريرًا عن اغلاق المصرف حسابات المسلمين البريطانيين، وقدمه إلى الصحيفة في العام الماضي، "لكنها رفضت نشره على موقعها، وعندما تحريت الأمر تلقيت اعتذارات مقنعة، وقيل لي بعد ذلك أن هناك مشكلة قانونية دعت إلى عدم نشره". وعندما سألت واستفسرت عن المشاكل القانونية واكتشفت أنه لا يوجد أي مشكلة قانونية، فاستفسرت مجددًا عن مصير التقرير، ليأخذني احد المدراء جانبًا ويقول لي إن هناك قضية من نوع ما مع اتش اس بي سي. وأكد انه كان يعتزم الاستقالة بهدوء إلى أن رأى تغطية ديلي تلغراف لفضيحة اتش اس بي سي وفرعها السويسري. واشار أوبورن إلى أنّ مقالًا كتبه المراسل المصرفي السابق في الصحيفة يفصل فيه "الثقب الاسود" في حسابات هذا المصرف، ونشر على موقع دايلي تلغراف، لكن سرعان ما سُحب" مضيفاً نحن بحاجة إلى شخص محايد من خارج الصحيفة ليقيم العلاقة بين الإعلانات وسياسة التحرير". وقال متحدث باسم ديلي تليغراف إن "التمييز بين الإعلان وعملية التحرير التي حازت على جوائز هي من أولويات عملنا". وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن بنك إتش إس بي سي "علق" حساب إعلاناته معها خلال المفاوضات التي جرت الأسبوع الماضي بشأن فرع البنك السويسري. وقال أوبورن إن البنك يجب أن يفسر هذا، مضيفا "يوجد خط يتطور هنا، ألا وهو أن إعلانات البنك تتضاءل في حالة التحقيق في قضية البنك". "ينبغي عليهم أن يشرحوا لنا لماذا علقوا إعلاناتهم مع الغارديان الأسبوع الماضي، ومع ديلي تليغراف قبل ثلاث سنوات". . ولاحظ مراسل بي بي سي لشؤون الاعلام والفن ديفيد سيليتو: "كلما قل انفاقنا على الصحف زادت حاجة اخبارنا إلى تمويلها من شركات". وأضاف: "الحدود الواضحة بين الأخبار والاعلانات لم تعد واضحة في عالم الانترنت، بل أن كثيرًا من الاعلانات تبدو أكثر فأكثر وكأنها تقارير خبرية".