2015-10-10 

الصحف العربية تنتقد موقف الجامعة العربية من ليبيا

وكالات

أظهرت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس تباينًا في الآراء بشأن فشل الجامعة العربية في إصدار قرار يسمح بشن غارات جوية على ما يعرف بتنظيم داعش في ليبيا. وبحسب بي بي سي اتهمت صحيفة "الجمهورية" المصرية في مقالها الإفتتاحي، الجامعة العربية بالعجز عن تلبية طلب الحكومة الليبية المعترف بها دوليا التدخل العربي بقوات جوية لمساعدتها في مواجهة تمدد داعش الإرهابي. وأضافت الصحيفة المصرية أن سياسة الكيل بمكيالين انتقلت من مجلس الأمن الدولي الذي تسيره الولايات المتحدة الأمريكية إلى مجلس الجامعة العربية الذي سبق وأعطى الغطاء الشرعي لتدخل الناتو في ليبيا ضد نظام القذافي، ولكنه يعجز اليوم عن تقديم الغطاء نفسه لتدخل عربي فعال ينقذ الشعب الليبي. وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة "الأهرام" المصرية إن ليبيا ليست رقمًا سهلًا لمصر منوهة على أنّ الدائرة الليبية هي الأخطرعلى الإطلاق للأمن القومي". وتساءلت الصحيفة قائلة "إن الأشقاء في ليبيا ينظرون لمصر باعتبارها الشقيقة الكبرى، وما لم يتصرف الشقيق الأكبر في مثل هذه الظروف، فمتى يتحرك؟" بينما سخرت صحيفة "تشرين" السورية من سعي الليبيين لدعم الجامعة العربية، قائلة "ترى ما الأسباب التي أوصلت الليبيين إلى حد التوجه هذا، ولاسيما أن الواقع المزري الذي يعيشونه يومياً كان سببه قرارات الجامعة التي فتحت الباب واسعاً أمام التدخل الغربي في هذا البلد العربي. وعبر طارق المصاروة في "الرأي" الأردنية بعدم تفاؤله بنجدة عربية لليبيا أو بالقيادة العربية الموحدة". وأضاف "ما الذي يتوقع ان تقرره الجامعة العربية لاغاثة دولة عضو تفتك بها الميليشيات، والإرهاب والتدخل العربي والاسلامي... وهناك دول عربية ما تزال تموّل الميليشيات". غير أن بعض الكتاب كانوا أكثر تفاؤلا. فاعتبر سعود السمكة في "السياسة" الكويتية إن موافقة كل العرب على دعم العملية السياسية والجيش الليبي "بصيص من الأمل" في الواقع العربي الذي يحتاج تماسكا وتوحدا، بحسب رأيه. وقال "هذه الإرادة ينبغي أن تستمر ولا تتوقف لتنطلق هذه المرة من جامعة الدول العربية التي جاءنا منها اخيرا بصيص امل في قرار الاجماع الذي تم حول ليبيا لتحريرها من مخالب وحوش داعش". أما "البيان" الإماراتية، فقالت إن "القرار الذي خرجت به الجامعة العربية بتبني استراتيجية دعم عسكرية لليبيا أخيراً، يشكل خروجاً عن بيانات الاستنكار والشجب التي تعودت عليها شعوب المنطقة، وإن لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب على صعيد التحول إلى عمل جماعي مشترك". الحوار مع إيران وتجدر الإشارة إلى أنّ جامعة الدول العربية أعلنت في بيانها الختامي أنها ستبحث استراتيجية تقديم الدعم للحكومة الليبية المعترف بها دوليا وبحسب روسيا اليوم حددت هذه الأنباء تاريخ 27 – 28 أغسطس الجاري كموعد لتلك المناقشات، ما يعطي انطباعا بأن القرار لا يعني أي شئ على أرض الواقع من دون موافقة الغرب عمومًا. وفي الوقت نفسه، يرى المجتمع الدولي الفشل المتواصل لمساعي المبعوث الدولي برناردينو ليون في مفاوضاته المكوكية التي لم تسفر إلى الآن إلا عن المزيد من الانقسامات والمواجهات والضحايا، ومن ثم انتشار تنظيم داعش وتوحشه في العديد من المدن الليبية. إن قرار جامعة الدول العربية يتضمن العديد من النقاط الغامضة، وبالذات في ما يتعلق بآليات تقديم هذا الدعم، ونوعية الدعم نفسه. علما بأن الجميع يستثني إرسال قوات عسكرية برية، أو أي شكل من أشكال التدخل البري. إلا أنه من الواضح أن قرار جامعة الدول العربية يمثل وجها آخر لمماطلة الغرب وتسويفه في دعم الحكومة التي يعترف هو نفسه بها، وذلك في انتظار ضحية تتقدم للتدخل في ليبيا ليتكرر سيناريو تدخل صدام حسين في العراق، ومن ثم دخول المنطقة في دوامة أخرى من العنف والعسكرة والتدخل الخارجي. وإذا كانت الأنباء التي تشير إلى أن الجامعة العربية ستبحث على أرض الواقع تقديم الدعم الفعلي للحكومة الليبية في نهاية الشهر الحالي صحيحة، فهل جامعة الدول العربية قادرة فعلا على تنفيذ هذه الخطوة، أم ستظهر الانقسامات والانحيازات والاستقطابات التي مهد لها الغرب نفسه منذ سنوات بين الدول العربية عموما، وبين دول الجوار الليبي على وجه الخصوص؟ لقد وصلت البلاغة الكلامية في البيان الختامي للاجتماعي الوزاري العربي إلى توجيه رسائل "يحث" فيها كل أطراف الكرة الأرضية لمساعدة الحكومة الليبية المعترف بها دوليا. إذ "حث" الدول العربية على تقديم الدعم الكامل للحكومة الليبية فـي حربهـا ضد الإرهاب ومساعدتها بالوسائل اللازمة فى دعم استتباب الأمن. و"حث" المجتمع الدولي على دعم الحكومة الليبية في مواجهة الانتهاكات والمجازر التي يرتكبها "داعش" في ليبيا، وإلى وضع خطة شاملة تكفل محاربة الإرهاب ، دون الاقتصار في ذلك على بلدان أو مناطق أو منظمات بعينها. و"حث" لجنة العقوبات الدولية التابعة للأمم المتحدة على الاستجابة الفورية على طلبات الحكومة الليبية، في إشارة إلى الطلب الخاص برفع حظر توريد الأسلحة المفروض على البلاد، وذلك من أجل دعم قدرات الحكومة المعترف بها دوليا في الحرب ضد داعش. ثلاثة رسائل كونية تبدأ بـ "حث"، بينما جامعة الدول العربية التي "تحث"، لا تزال تفكر في بحث استراتيجية لتقديم دعم غير واضح بآليات غير محددة أو مفهومة!

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه