كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسباب التي دفعته لتأييد اتفاق نووي مع إيران في رسالة نشرها البيت الأبيض في أحدث خطوة تقوم بها الإدارة لكسب التأييد لاتفاق مهم للإرث الذي سيخلفه الرئيس الأمريكي بعد انتهاء فترة ولايته الثانية. وبحسب رويترز وفي رسالة للنائب الديمقراطي جيرولد نادلر كرر أوباما قناعاته التي يرددها طوال الأسابيع القليلة الماضية: أن الاتفاق مع إيران جيد، وستحتفظ واشنطن بقدرتها على معاقبة إيران على أي انشطة لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وأن والولايات المتحدة تعزز تعاونها الأمني مع إسرائيل. وكتب أوباما في رسالته لأعضاء الكونجرس الأمريكي "إذا سعت إيران للحصول سريعا على سلاح نووي ستكون كل الخيارات متاحة امام الولايات المتحدة بما في ذلك الخيار العسكري طوال مدة الاتفاق وما بعده" وقال مسؤول في البيت الأبيض "الرئيس وكبار الأعضاء في فريقه يجرون مشاورات منتظمة مع أعضاء الكونجرس ومنهم النائب نادلر لضمان تزويدهم بالمعلومات التي يحتاجونها للحكم على الاتفاق بشكل موضوعي. الرسالة تؤكد التزام الإدارة الراسخ بحلفائنا الإقليميين خاصة إسرائيل." بينما توقع عددد من الخبراء أن يرفض الكونجرس الأميركي الذي يهيمن عليه الجمهوريون المعارضون للاتفاق النووي مع ايران الوثيقة الشهر القادم. وبحسب رويترز حذر الخبراء من لجوء الرئيس الأميركي باراك أوباما إنقاذ الاتفاق إذا حرم المعارضين من تحقيق أغلبية الثلثين في الكونجرس وهي لازمة لتخطي حق النقض (الفيتو) المتوقع أن يستخدمه الرئيس ضد رفض الاتفاق. وكشف الخبراء أنّ مصير الاتفاق يعتمد الآن على 18 ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ ونحو 100 ديمقراطي في مجلس النواب لم يحددوا بعد موقفهم من الاتفاق وكيف سيصوتون عليه. وبحسب رويترز يتوقع مسؤولو البيت الأبيض في أحاديثهم الخاصة أنه سيكون بوسعهم جمع 146 صوتًا ضروريًا في مجلس النواب للحفاظ على الاتفاق كما يبدون أيضًا بحذر ثقتهم في الحصول على الأصوات المطلوبة في مجلس الشيوخ. ووفقا لاحصاء لرويترز قال 26 ديمقراطًيا من بين 44 ديمقراطيا في مجلس الشيوخ انهم سيؤيدون الاتفاق وأعلن اثنان معارضتهما له. وهذا يعني أن معارضي الاتفاق عليهم الفوز بتأييد 11 عضوًا من بين 18 عضوًا لم يحسموا أمرهم بعد. وأعلن النائب الديمقراطي دونالد نوركروس رفضه للاتفاق من قلب معبد يهودي في المنطقة التي يمثلها بولاية نيوجيرزي وقد وقف إلى جواره مسؤول إسرائيلي وعضو نشط في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية وهي جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل ومعارضة للاتفاق. ولأن الحزب الديمقراطي حزب أقلية في الكونجرس توارى الاهتمام بنوركروس وزملائه الديمقراطيين في كابيتول هيل لكن على مدى شهر اصبحوا هدفا لحملة دعائية تتكلف ملايين الدولارات وهم يزنون واحدا من أهم قرارات السياسة الخارجية التي سيكون لها تبعات. هذه الضغوط الشديد يبدو أنه حدد نتيجة التصويت الذي سيجري على الاتفاق الشهر المقبل وهو تصويت متقارب أكثر مما كان متوقعا بعد إقناع بعض الديمقراطيين بالاختلاف مع الرئيس الديمقراطي الجالس في البيت الابيض.