2015-10-10 

مضى زمن حسن النيّات

عبد العزيز المحمد الذكير

عندي أنه مع سلامة النية والقصد لم يكن المرء في بلادنا بحاجة إلى من يُزكّيه أو يُعرّف به أو يكفله، كل تلك الأمور مع زمننا الرديء الحالي. فأنت كذاب في كل ما تقول ما لم تأت بما يُثبت صدقك. يكذبك.. ويغمض عينه عن دليل صدقك.. ويتحاشى حلفك وقسمك ويطلب منك عدم الحلف كذبا ويخبرك بأنه متأكد من كلامه.. رغم أنه لا يملك أي برهان أو دليل. وأنت تمتلك دليل صدقك، دليل لا يختلف عليه اثنان.. ولكن لا تجد استجابة من ذاك الشخص الذي ألقى عليك الاتهامات، لقد اتهمك بالكذب وما أبشع هذه التهمة في حين أنك كنت صادقا بكل ما تعنيه الكلمة.. وما هو تأثيرها على نفسك؟ كثير من الناس قد تعرض لهذا الموقف، وإن اختلفت الشخصيات ونوع الوقف الذي كُذب به.. في فترة زمنية سابقة وغير بعيدة كان جزءا من عملية رعاية ومراقبة النقل الداخلي في الشاحنات موكلاً لما يمكننا أن نسميه الآن بالقطاع الخاص. المركبات الذاهبة من الحجاز إلى نجد تمر من "منفذ" الشرايع. وتعهّد بعملية قيد بيانات الشاحنة ومالكها والبضاعة أحد المواطنين الأفاضل، من أهالي عنيزة، وممن يحظون بثقة "الشيوخ" ولهم مكانة عند "ابن سليمان". يستلم "المتعهد" مبلغاً مقطوعاً، يدخل ضمنه إعاشة العاملين بالمركز، بما في ذلك "جاز الفانوس" الذي يعلق أمام المبنى ليلاً، كي ينبه السائقين إلى وجوب التوقف. وكذلك بدلة رسمية يلبسها المناوب الذي يقف إلى جانب "ماصة" كاتب السجلات، المنصوبة في الخارج ليلاً وفي الداخل نهاراً. والزائرون - وهم كثر وبالأخص ليلاً من أصدقاء الكاتب والشرطي - يسمعون الأسئلة والأجوبة التالية: الاسم: فلان الفلاني (السائق). تبع من؟ فلان (أو تبع نفسي). النمرة؟ بدون. الحمل؟ شابورة ومواعين. الوجهة: القصيم. وعلى عاتق متعهد المركز تقع مسؤولية المرور وحفظ المعلومات. كانت بدايات طيبة قصد بها الملك المؤسس جعل المجموع يشارك في مهام جليلة كالمرور الآمن. ملحوظة: لا يتذكر من كانوا يقومون بتلك الأعمال أن جرت مساءلتهم عن إخلال، أو حدث ما يدعو إلى التفتيش والتحقيق. كانوا يحسون أنهم جزء من النظام وشركاء. صحيفة الرياض

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه