رجح وزير الصناعة والتجارة المصري منير فخري عبدالنور توقيع عقد إنشاء محطة الضبعة النووية خلال زيارته إلى روسيا التي تبدأ اليوم الثلاثاء وتستمر حتى الخميس. وشهدت الزيارة الأخيرة للرئيس الروسي بوتين إلى القاهرة في أبريل الماضي توقيع ثلاث اتفاقيات مهمة، من بينها مذكرة للتفاهم من أجل إقامة محطة نووية للأغراض السلمية في منطقة الضبعة غربي مصر. وبحسب وكالة الأنباء الروسية أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث الأربعاء مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك آفاق تعزيزها في المجال التجاري-الاقتصادي، وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتبادل الزعيمان آراءهما بصورة مفصلة بشأن القضايا الدولية، وخاصة أوضاع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن المتوقع أن يتناول الرئيسان خلال محادثاتهما الأوضاع في ليبيا والعراق وسوريا، حيث يكثف تنظيم "داعش" هجماته. كما أنه من المتوقع أيضا أن تكون الأوضاع في اليمن محل بحث من جانب الرئيسين الروسي والمصري. زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا ستشهد عددا من اللقاءات مع كبار المسؤولين الروس وعدد من رؤساء كبريات الشركات الروسية، وذلك دعما لتوجهات البلدين رفع مستوى العلاقات الاقتصادية والاستثمارية ووفقا لجدول الأعمال، فسوف يقوم الرئيس المصري بزيارة إلى البرلمان الروسى "مجلس الدوما"، حيث يعقد لقاء ثنائيا مع رئيس البرلمان سيرغي نارشكين، يعقبه اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين. وسيلتقي السيسي أيضا بكل من وزير الصناعة والتجارة الروسى دينيس مانتوروف، ورئيس صندوق الاستثمار الروسى المباشر كيريل ديمترييف، لبحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وكذا زيادة الاستثمارات الروسية فى مصر. ومن المتوقع أن يقوم الرئيس المصري بزيارة معرض "ماكس الدولي للطيران" والذي يفتح أبوابه بدأ من اليوم الثلاثاء وحتى الأحد المقبل. وبالتزامن مع تكثيف الحوار السياسي، يعمل الطرفان على تنشيط التعاون الاقتصادي ذي الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للبلدين، نظرا لأهمية تدفق السياح الروس بالنسبة للميزانية المصرية، وكذلك توريدات القنج الروسي إلى مصر. وفي المجال العسكري، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن مصدر عسكري دبلوماسي روسي أن روسيا ومصر وقعتا على مستوى الحكومتين عقدا لتوريد مقاتلات "ميغ-29". ولم يحدد المصدر عدد المقاتلات التي ستشتريها مصر في إطار العقد، متوقعا أن يوقع قريبا العقد على مستوى الهيئات المعنية في الدولتين. وكانت صحيفة "فيدوموستي" الروسية قد نقلت في وقت سابق عن مصادر في قطاع الصناعة الحربية الروسي أن البلدين نسقا مشروع عقد خاص بتزويد مصر بـ46 مقاتلة من طراز "ميغ-29". ورجحت المصادر أن تبلغ قيمة العقد 2 مليار دولار. وكانت الحكومة الروسية قد سلمت مصر زورقا للصواريخ الهجومية من فئة "مولنيا"، وذلك في إطار بروتوكولات التعاون العسكري المشترك بين القوات المسلحة المصرية والروسية في العديد من المجالات. واستمرت المحادثات حول تسليم الزورق منذ عام 2014 في إطار بروتوكولات التعاون العسكري المشترك بين القوات المسلحة المصرية والروسية. ووصل الزورق في نهاية شهر يوليو الماضي إلى ميناء الإسكندرية قادما من بحر البلطيق وعلى متنه طاقم روسي، حيث شارك في مراسم احتفال افتتاح الفرع الجديد لقناة السويس في 6 أغسطس الحالي. ويزود هذا الزورق بالعديد من منظومات التسليح من بينها صواريخ بحر بحر التي تعد الأسرع من نوعها في العالم، ومدفعيات متعددة الأعيرة بالإضافة إلى أنظمة إنذار. يذكر أن الرئيس السيسي زار موسكو في مايو الماضي للمشاركة في الاحتفالات بمناسبة الذكرى السبعين للانتصار على النازية، كما قام بزيارة إلى روسيا في أغسطس عام 2014، حيث عقد لقاء قمة مع نظيره الروسي في مدينة سوتشي على البحر الأسود. وكانت هذه القمة بمثابة إشارة الانطلاق لتدشين محاور العلاقات الاسترتيجية بين القاهرة وموسكو.