نجح اللاعب المصري ايهاب عبد الرحمن في أن يسجل اسمه في تاريخ ألعاب القوى رافعًا اسم مصر والعالم العربي عندما نال شرف ان يدون اسمه كأول رياضي يمنح بلاده ميدالية من اي معدن في بطولة العالم بانتزاعه الميدالية الفضية في مسابقة رمي الرمح بتسجيله 99ر88 م. وبحسب ما صرح به لوكالة الأنباء الفرنسية فقد واجه اللاعب المصري العديد من التحديات الصعوبات أثناء استعداده لبطولة العالم تمثل ذلك في إصابة والدته في ظهرها الأمر الذي دفعه إلى القيام بزيارتها يوميا في القاهرة في رحلة تستمر 3 ساعات . وفي ضوء ذلك لم تحقق مصر قبل ذلك أية ميدالية في رياضة ام الالعاب في بطولة العالم او في الالعاب الاولمبية من قبل، لكن عبد الرحمن نجح في تغيير هذه المعادلة بشكل رائع بعد ان تفوق على ابطال كبار في هذا الاختصاص. وعلى الرغم من ذلك نجح عبد الرحمن في الفوز بالميدالية الفضية من محاولته الثانية علمًا بأنه فشل بعدها في محاولاته الأربع الأخيرة بعد ان شعر ببعض الالم في ظهره. بدا القلق واضحا على وجه ايهاب خصوصا قبل نهاية المنافسات بجولتين لانه لم يكن يريد ان تفلت الفضية منه، فراح يزرع الملعب ذهابا وايابا وهو يترقب محاولات منافسيه قبل ان يتنفس الصعداء ويقفز في الهواء عندما ادرك ضمان احراز باكورة الميداليات لبلاده. لم تطل تجربته الاولى في كوتران طويلا، فعدم اجادته للغة الانكليزية وعدم تأقلمه مع الاجواء الصقيعية بالاضافة الى اصابة في ظهره جعلته يعود الى مصر بعد اسبوعين فقط. ومن الجدير بالذكر أنه في عام 2010 توج بطلا لأفريقيا للمرة الاولى كما تخطى حاجز ال80 مترا للمرة الاولى في مسيرته. لكن خلافا ماديا مع الاتحاد المصري للعبة منعه من العودة الى فنلندا للتدريب، فشعر السيد بالخيبة وتخلى عن التمارين لمدة 5 اشهر. بيد ن الامور تحسنت بعد ذلك، واشاد عبد الرحمن بالتسهيلات التي يقدمها اتحاد اللعبة في بلاده حاليا. وعاد الى المنافسات في بطولة العالم في دايغو الكورية عام 2011، لكنه سجل رقما ضعيفا (99ر71 م) ليحتل المركز الخامس والثلاثين قبل الاخير. وعلى الرغم من معاناته من الام في الكتف في اولمبياد لندن، حقق عبد الرحمن رقما جيدا مقداره 35ر77 م. لكن نقطة التحول كانت عام 2013 عندما سجل رقما شخصيا قياسيا مقداره 62ر83 م ليحتل المركز الثاني في التصفيات المؤهلة الى بطولة العالم في روسيا. ويعترف السيد بقوله "كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة الي. لم اكن اتوقع ان ارمي لمسافة 83 مترا. شعرت بانني اعيش الحلم". وتأهل السيد الى نهائي الاختصاص في بطولة العالم في روسيا لكنه حل سابعا، وقال "كان هدفي بلوغ الدور النهائي وقد تحقق هذا الامر وانا سعيد للغاية". وعاد عبد الرحمن الى فنلندا اواخر 2013 حيث خضع خلال 3 اشهر ونصف لتدريبات شاقة باشراف بييرونن وتنقل بين كوتران وجنوب افريقيا. وفي عام 2014، تألق الرياضي المصري بشكل لافت في مسابقات الدوري الماسي وواصل تحسين رقمه الشخصي حتى بلغ 21ر89 م في لقاء شنغهاي، وهذا الرقم وضعه في المركز الثالث عشر في افضل المحاولات في تاريخ هذا الاختصاص، وكان الافضل العام الماضي. ومنذ شنغهاي اصبح عبد الرحمن بطلا يحسب له الف حساب وهو يأمل بان يحافظ على استقرار في المستوى، علما بأن مدربه يعتقد بقدرته على الذهاب ابعد، ويقول النجم المصري "اريد ان ارمي لمسافة 87 و88 في كل مسابقة وحتى اتخطى حاجز ال90 مترا". وختم "يقول مدربي بانني لا زلت ارمي بنسبة 70 في المئة معتمدا على ذراعي و30 في المئة معتمدا على ساقي، واذا نجحت في الاعتماد على 70 في المئة على ساقي و30 في المئة على ذراعي فاستطيع ان ارمي لمسافة 100 م، بالطبع لا اصدقه لكني ساحاول".