2015-10-10 

المَلك سلمان..ما أشبَههُ بوالِده!

يوسف الزهراني

المتأمِّل لسيرة ومسيرة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز أيّده الله، يلمس بوضوح تام شدة شبهه بوالده البطل المؤسِّس، الملك عبدالعزيز رحمه الله. ففي المظهر الخارجي، نرى الشبه يصل إلى حد التطابق، حتى في نبرة الصوت الجهورية لدى الملك عبدالعزيز رحمه الله، فهي واضحةٌ جداً في صوت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكذلك بقية السمات الجسدية. وبالانتقال إلى الملامح الشخصية، فالملك سلمان حفظه الله قد اكتسب كبقية إخوانه الملوك رحمهم الله جميعا، العديد من سمات أبيهم تغمّده الله بواسع رحمته. ويمكن سرد تلك الملامح الشخصية فيما يلي: أولا:التمسّك بالإسلام دِيناً وبالعروبة هوية، فالمَلك سلمان وكدأب والده وإخوانه رحمهم الله، اتخذ مسمّى خادم الحرمين الشريفين لقباً رسمياً له، تاركاً أوصاف التفخيم والتعظيم، التي تُطلق على ملوك الدنيا وسلاطينها. وهو – رعاهُ الله - لا يألو جهداً في خدمة قضايا المسلمين، ورفع الضيم عنهم أينما كانوا. أما الانتماء العروبي فهو ملمح مهم يشبه فيه الملك سلمان والدَه الملك عبدالعزيز، الذي تبنّى قضايا العَرب والمسلمين، ولا سيما أبرزها وهي قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، إضافةً إلى إسهام المملكة في تأسيس المنظمات والهيئات، التي تلمّ شمل المسلمين والعرب وتعنى بقضاياهم، كجامعة الدول العربية التي تأسست سنة 1945م ومنظمة المؤتمر الإسلامي، التي أعلن عن تأسيسها في العام 1969م، وغيرها العديد من المؤسسات الفكرية والتربوية والاقتصادية في المحيط الإسلامي والعربي. ثانيا:الانضباطية، فالملك سلمان كأبيه الملك عبدالعزيز حاكمٌ فائق الانضباط، إذ كان الملك المؤسس رحمه الله يقابل المواطنين، ويستقبل ضيوف الدولة، ويخصّص وقتاً لعائلته الكبيرة، وكذلك الملك سلمان، فكل من عرفه عن قرب يعرف انضباطيته الشديدة، بل إن من عملوا معه سنين طويلة في إمارته على منطقة الرياض، كانوا يضبطون ساعاتهم، على مواعيده الثابتة حين وصوله للعمل صباحا، وكذلك حين ينصرف من العمل عائداً لمنزله. ومن السِّمات التي شابه فيها الملك سلمان والدَه الملك عبدالعزيز، شمول أفراد الشعب داخل البلاد وخارجها بالرعاية والاهتمام الشديدين، وتسخير كل ما من شأنه تسهيل سُبل العيش الكريم لهم، وتوفير الظروف الملائمة أمام شباب الوطن من الجنسَين، للأخذ بمفاتيح العصر الحديث، واكتساب العلوم والمعارف المختلفة. ولخادم الحرمين الشريفين طبائعُ إدارية إيجابية، فهو يباشر العمل بنفسه، سواء ما تعلّق بالعمل المكتبي، أو متابعة المشاريع في مواقعها الميدانية. وفي ذلك العديد من الحكايات التي لا يتسع المجال لذكرها. يقول الوزير الراحل غازي القصيبي رحمهُ الله في كتابه:حياةٌ في الإدارة، بأنه كان يخصّص آخر ساعتين في المكتب لقراءة الملفّات والخِطابات، مع التأكيد بأنه لا يملك الوقت الكافي ليطّلع على كل الأوراق، ثم أورد هذه القصة: حين كنتُ في الجامعة ذهبتُ مرةً لزيارة أمير الرياض وقتها، الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه، ولاحظتُ أنه يقرأ الأوراق بسرعةٍ مذهلة، وسألته عن السر، فقال: لا داعي لقراءة الثلث الأول من الرسالة لأنها ديباجةٌ طويلة، ولا داعي لقراءة الثلث الأخير لأنه خاتمةٌ طويلة، تكفي قراءة الثلث الأوسط. يقول غازي رحمهُ الله: ومنذ ذلك الحين وأنا أتّبع الطريقة "السّلمانية" في قراءة المعامَلات. ومن الصفات الإدارية لمليكنا المفدّى، الحزم في العمل واتخاذ القرارات الإيجابية، التي من شأنها التسريع بالإنجاز وكسب الرهان مع الوقت، وهذا ما شاهدناه في حزمة الأوامر الملكية السامية، التي اتخذها حفظه الله عند تولّيه مقاليد الحُكم، مما أشاع حالةً من التفاؤل والبهجة في قلوب المواطنين جميعا. وهكذا يمضي هذا الكيان العظيم الشامخ، المملكة العربية السعودية، بحفظ الله تعالى وكريم عنايته، في طريق النصر والتمكين، بإنجاز المخلصين والمخلصات من أبنائه وبناته، وبقيادة الأفذاذ من آل سعود الكرام، الذين يَصدُق فيهم قول الشاعر: إذا مات منّا سيّدٌ قام سيدٌ قؤولٌ لما قال الكرامُ فعولُ.!

التعليقات
محمد العيد
2015-02-22

الأستاذ المحترم يوسف الزهراني بعد السلام والتحية أنا من متابعي كتاباتك ومن قُرائك الدائمين وأتابع حسابك الرائع في تويتر yba13@ وتعجبني كثيراً مقالاتك الوجدانية في صحيفة مكة الورقية، واليوم تفاجئنا بهذا المقال السياسي الرائع في هذه الصحيفة الإلكترونية المتميزة، الرياض بوست. لك مني التحية وصادق الدعوات بالتوفيق.

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه