2015-10-10 

نستورد الأناشيد

عبد العزيز المحمد الذكير

يرى أنصار الشعر المُقفّى، وهم الأغلب في عالم الأدب أن القافية شريكة الوزن في الاختصاص بالشعر، ولا يسمى الكلام شعرًا حتى يكون له وزن وقافية؛ فهما أساسان في الشعر حسب نظرية عمود الشعر عند المرزوقي؛ فالقافية تعطي الشعر نغمة موسيقية رائعة، فبقدر ما يكون فيها من حروف ملتزمة بقدر ما يكون لها من إيقاع موسيقي متميز، كما أنها تضبط المعنى وتحدده، وتشد البيت شدا قويا بكيان القصيدة العام ولولاها لكانت محلولة مفككة. وفي زمننا المعاصر تنوع الشعر، وتركت موازينه جانبا، أو اعتبرتْ شيئا من الماضي. حتى أناشيد الطفل في مناسبات كذكرى ميلاده صارت تأتي "مغلفة" من الغرب. Happy Birthday to you يوم ميلاد سعيد: مثلا. العبارة أعلاه إحدى الترانيم التي اعتاد الناس في الغرب أن يتغنوا بها عند الاحتفال بميلاد الشخص. وجمال وخفة المقطع انه يمكن تطبيقه على الصغير والكبير، والذكر والأنثى. وما على المنشدين إلا أن يقحموا اسم المحتفى به في المقطع الأخير من الترنيمة، وهذا كل شيء. بعض الأحيان يكون اسم المحتفى به طويلاً مثل "اليكساندرا" أو "بيتشيولا" لكن المنشدين لن يعجزوا عن إيلاج الاسم بسهولة، لأن الوزن الشعري عندهم لا يهم كثيراً. لا أحد يعرف صاحب الترنيمة أو قائلها على وجه التحديد، لكنها حق مشاع لكل من يرغب الاستفادة.. والكلمات ليس فيها إبداع أو ابتكار فني أو أدبي. ولا يوجد لها مثيل شرقي سوى ما استحدثه اللبنانيون أو المصريون من كلمات مشابهة تؤدي الغرض مثل "سنة حلوة.. يا جميل" مع أن أصل النص الغربي ليس فيه كلمة "سنة" ولا كلمة "حلوة" ولا "يا جميل". في أيامنا الأخيرة في المملكة العربية السعودية، قرأنا إعلانات في الصحف عن "زفات" شعرية للمناسبات.. بإدخال اسم المحتفى به أو بها ضمن السياق الشعري واللحني.. ويحاول المؤلف جعل الترتيلة بعيدة عن الملل والرتابة، فالشعر النبطي - والغنائي منه - كريم جدّا..!، يستطيع إيلاج اسم المحتفى به وقبيلته - إن شاء - بل والفخذ في "الزفة" أيضاً حسب كرم المحتفين..! صحيفة الرياض

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه