حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما في الاسكا الاثنين من تداعيات التغير المناخي واصفا هذه المشكلة البيئية العالمية بانها تمثل "تحدي القرن". وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية أكد اوباما في انكوريج في اليوم الاول من زيارته الى ولاية الاسكا أنّ تهديد التغير المناخي الملح والمتعاظم ستحدد أكثر من أي أمر آخر معالم هذا القرن، لافتاً إلى أن العالم لا يتحرك بالسرعة الكافية لمواجهة التغير المناخي. وأضاف خلال مؤتمر دولي حول القطب الشمالي أن "المناخ يتغير بوتيرة أسرع من جهودنا لمواجهته " قائلا: ما من دولة من الدول الحاضرة هنا تمضي بالسرعة اللازمة لمواجهة هذا التحدي. وأشار أوباما ان إلى أنّ موسم الحرائق في الاسكا أصبح أطول بشهر مما كان عليه في 1950، موضحًا أن ذوبان الطبقة الجوفية المتجمدة يزعزع استقرار ارض يعيش فيها مئة الف نسمة ويهدد بيوتهم ويضرب بالبنى التحتية للنقل والطاقة. ولفت الرئيس الأميركي إلى أنّ التغير المناخي يغير اصلًا طريقة عيش سكان الاسكا. وتهدف زيارة اوباما التي تستمر ثلاثة ايام واعد لها البيت الابيض بدقة الى التعبئة من اجل الحد من ارتفاع درجات الحرارة. وتأتي تصريحات اوباما قبل ثلاثة ايام من مؤتمر باريس الذي يهدف الى التوصل الى اتفاق عالمي لمحاولة الحد بدرجتين ارتفاع الحرارة لتجنب مشاكل مناخية. وتجدر الإشارة إلى أنّ الولايات المتحدة هي ثاني بلد مسبب لانبعاث غازات الدفيئة في العالم بعد الصين. وفي سياق متصل أعلنت قناة إن بي سي الأمريكية إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سينطلق في رحلة عبر غابات ولاية ألاسكا بصحبة المغامر التلفزيوني البريطاني بير غريلز. وأضافت تقرير إن بي سي أن الرحلة سوف تُسجل ضمن فقرات برنامج "راننغ وايلد مع بير غريلز"، إذ ترصد آثار التغير المناخي على المنطقة. وهي المرة الأولى التي يظهر فيها رئيس دولة في البرنامج في حلقة تُبث في وقت لاحق من العام الجاري. ومن المقرر أن يسافر الرئيس أوباما في رحلة تستمر ثلاثة أيام عبر المناطق التي يغلب عليها الطابع البري للتركيز على السرعة التي يكتسبها التغير المناخي في التأثير على البيئة. وتُعد الرحلة جزء من الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لدعم التشريعات الجديدة التي تستهدف الحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن تشغيل محطات الطاقة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأضرار التي يلحقها التغير المناخي بالطبيعة في ألاسكا. بذلك ينضم الرئيس الأمريكي إلى قائمة من الشخصيات الهامة، مثل الممثلتين كيت وينسلت، وكيت هدسون اللتان اختبرتا قدرتهما على البقاء في البرنامج التلفزيوني البريطاني. الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو أول رئيس أمريكي يزور المنطقة القطبية في ألاسكا ويخضع بير جريلز، الجندي السابق بالقوات الخاصة البريطانية، النجوم من مجالات مختلفة لاختبارات في الغابات النائية والجبال حول العالم، "دافعا إياهم على المستوى العقلي والبدني نحو استكمال رحلاتهم حتى النهاية". وبهذه الزيارة، يكون أوباما أول رئيس أمريكي يزور المنطقة القطبية في ألاسكا حيث سيجتمع بوزراء خارجية الدول القريبة من القطب الشمالي في مؤتمر يناقش التغير المناخي. ومن المقرر أيضا أن يخرج الرئيس الأمريكي في جولة في منطقة الأنهار الجليدية لمقابلة الصيادين ومندوبين عن السكان الأصليين للمنطقة لمناقشة ظاهرة ارتفاع مستويات مياه البحار، وانصهار الأنهار الجليدية والتربة الصقيعية في هذه الولاية الأمريكية التي تعاني ندرة السكان. وأعلن الرئيس أوباما قبل سفره إلى ألاسكا أنه بصدد تغيير اسم جبل ماكنلي، أعلى جبال أمريكا الشمالية، واعادته إلى اسمه الأصلي الذي أطلقه عليه السكان الأصليين في الاسكا، وهو "دينالي". وكان أوباما قد كشف النقاب في وقت سابق من الشهر الجاري عن خطط تستهدف خفض انبعاثات الوقود الحفري الناتج عن تشغيل محطات الطاقة في الولايات المتحدة بواقع الثلث في 15 سنة.