أعلم لماذا تحتاج الأسرة السعودية إلى خادمة أو أكثر في إقامتها لكنني لم أفهم، وإن فهمتُ فلا أستسيغ، اصطحاب تلك الأنفس عند السفر إلى الخارج في إجازة. عند الاصطحاب هذا ستحتاج الخادمات إلى تذاكر سفر وإعاشة أيضا تيسّر هروبها والتجاءها إلى بلد الإجازة تلك. وحدث أن قامت خادمات برفع شكاية على ربة عملها، فما كان من سلطات البلد إلا أن استدعت الأخيرة إلى سماع أقوالها داخل أروقة التحقيق ثم المحكمة. هل من مقارنة بين هذا الصداع وما يمكن أن تُقدمهُ العاملة من عون؟ وحدّثني صديق قائلا إنه جاور في الطائرة القادمة الى الرياض من الخارج رجلا يعرفهُ، يصطحب اسرتهُ وثلاث خادمات، ذهبن مع الأسرة لقضاء الإجازة في الخارج. والكثير قرأوا عن رئيسة الوزارة البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر، التي عُرف عنها أنها لا تستخدم في منزلها عدا عاملة منزليّة واحدة بنصف دوام 8- 12 ظهرا. وتقول إنها جاءت بها من وكالة محليّة كي تتجنب الارتباطات الشخصية، النظامية والنقابية، وما يتبع عملها من ضمان وتأمين صحي وتأمينات وضرائب. فتلك تتحملها الوكالة التي يسميها الإنجليز Day Help وقلة الزيارات والمناسبات المنزلية في الغرب تجعل الأسر تتردد في تشغيل خادمة بدوام كامل. عدم تشغيل الخادمة بدوام كامل ممارسة كانت موجودة عندنا في غالبية مناطق المملكة. فالأسر ذات المستوى الجيد تكتفي بخدمات امرأة تأتي في الصباح الباكر، فتقوم بغسل الأواني أو "تسبيع المواعين" وهي - أي كلمة تسبيع -تعني المبالغة في الغسل، جاءت من الغسل "سبع" مرّات. والمرأة تلك لا تنام عند الأسرة، بل لديها منزلها وأولادها وزوجها. وأعتقد أن من اخترع غسّالة الأواني الكهربائية كان في ذهنه الاستغناء عن الخادمة، لكون غسل الأواني فيما يبدو العائق الكبير، أو العقبة، وربما لا يزال. منقول من صحيفة الرياض