عبارة قالها المحلل في صدى الملاعب ونجم الإمارات السابق فهد خميس استوقفتني طويلاً، عندما كان يعلق على حادثتي ناصر الشمراني ونايف هزازي خلال وجودهما مع منتخب السعودية، وفي كلتا الحالتين تعرض كل منهما لعبارات استفزازية من مشجعي الأندية المنافسة وأين؟ واحد في أستراليا والثاني في ماليزيا. فهد يقول إنهم كلاعبين كانوا يتعرضون للاستفزازات خلال مباريات الأندية، ولكنه لم يحدث أبداً أن تعرض مع زملائه لاستفزازات خلال وجودهم مع منتخب الإمارات، لأنه من المفترض أن يقف الجميع معهم في مهمتهم الوطنية كممثلين لبلدهم، وليس لأنديتهم فقط. بالتأكيد محبة الأندية قد تطغى حتى على محبة المنتخب ليس في السعودية وحدها بل في كثير من دول العالم، وشاهدنا قبل أيام كيف لعب المنتخب الأردني في تصفيات كأس العالم على أرضه أمام قيرغيزستان، وكان على المدرجات بضعة مئات. فيما تواجه قبلها بأيام الوحدات والفيصلي في كأس السوبر، وكان الملعب ممتلئاً للآخر. ولكن غير الطبيعي أن تتم كل النقاشات والأحكام والتفسيرات والمناكفات على خلفية التعصب للأندية، ففي أية حال عصيان للقوانين على صعيد المنتخب يتم فتح كل الدفاتر القديمة، وتعداد الحالات التي عوقب فيها فلان، ولم يعاقب عليها علّان، وآخرها قصة الثلاثي شراحيلي وعسيري والمولد وخروجهم من دون إذن مسبق من إدارة المنتخب بعد الأحداث العاصفة التي رافقت مباراة المنتخب أمام ماليزيا، وقامت الدنيا ولم تقعد لأنني كتبت في تغريدة: «ابتعدوا عن نظريات المؤامرات. خروج أي لاعب لأي مكان بدون إذن إدارته أمر خاطئ، ويجب أن يُعاقب عليه حتى لو كان رونالدو أو ميسي». وكتبت في تغريدة ثانية: «لا يهم نادي اللاعب ولا تهم مكانته. الأهم هو الانضباطية، فهي أساس التطور في شتى المجالات، والعدل ضروري مع الجميع». وهنا ثارت ثائرة مشجعي ناديي اللاعبين الثلاثة، واتهموني بالتعصب للهلال، لأنه لو كان من بينهم هلالي لما تمت معاقبة أحد، على رغم أنه وقت التغريدة لم يكن أحد معاقباً، وأن الكيل بمكيالين هو ديدن الاتحاد السعودي منذ تأسيسه، وأن الهلال هو النادي المدلل، لا بل وصلت نظريات المؤامرة إلى قول بعضهم إن لاعبي الهلال لم يتجاوزوا، ولم يخرجوا حتى تتم معاقبة من خرج ثم بدا بعضهم بشتم البلد التي خرجت منها؟ بأي روح وأي منطق وأي نفسية يمكن أن تتطور الكرة السعودية إذا بقيت حبيسة نصر وأهلي وهلال واتحاد، وتعصب إعلامي وتويتري أعمى، يضر ولم ولن ينفع أبداً؟ نقلا عن الحياة