بين تصريحات أدلى بها رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني سعيد أوحدي يوم السابع من ذي الحجة وشكر فيها المملكة إزاء ما تقدمه من خدمات لضيوف الرحمن، ونظير الرعاية التي يحظى بها الحجاج الإيرانيون والبالغ عددهم نحو 64 ألف حاج، وتصريحات أدلى بها المرشد علي خامنئي يوم العيد بعد حادثة التدافع، والتي حمّل فيها المملكة مسؤولية ما حدث، تدين إيران نفسها.. فحديث المسؤولين الإيرانيين يكشف لنا مدى التخبّط الذي يعتري حال الساسة هناك، لذا كان وزير الخارجية عادل الجبير محقاً عندما طالب الجانب الإيراني بالتعقّل، بعد استغلال الرئيس روحاني المحفل السياسي الدولي في الأمم المتحدة لإثارة حادثة منى. ومن المؤسف أن تصل حالة الإفلاس السياسي إلى مراحل متقدمة لدى إيران، فتذهب لاستغلال من سقط من مواطنيها خلال الحادثة فتتاجر بهم لتصفية حسابات سياسية.. إذ يبدو أنها غير مصدقة لما يحدث من تقدم محرز من قبل التحالف العربي على أرض اليمن، إذ وعلى مدى سنوات طويلة استثمرت إيران في صناعة اللا استقرار داخل اليمن وهي ترى ما عملت يذهب أدراج الرياح، كما أن التحوّلات الحاصلة اليوم في المشهد السوري، وتحوّل الأزمة من كونها إقليمية إلى قطبية دولية، وخشيتها أن تؤول الأمور إلى حيث تكره، تقلقها كثيراً. حكاية إيران مع تسييس الحج تعود إلى مطلع الثمانينيات إبّان الثورة الخمينية، وهي رواية يمكن للجميع الاطلاع عليها عبر منافذ المعلومات الإليكترونية (اليوتيوب مثلاً ..) التي تكشف عن تجذّر الرغبة التخريبية والتسييس لدى القيادة السياسية في إيران باستغلال مشهد الحج المليوني، وتحويله إلى منبر لا يتناسب والحالة الإيمانية التي يحثنا ويطالبنا بها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج". المصابون والمتوفون في حادث التدافع -رحمهم الله- هم من مختلف الجنسيات.. إذ وحسب الرواية غير الرسمية ينتمون إلى حوالي 20 جنسية لم يتحدث منهم أحد عن أي من الترّهات الإيرانية، بل هم على ثقة بالجهود السعودية المبذولة في هذا الإطار.. ولا يمكننا في هذا الأمر أن نتجاهل شهادات إشادة من 20 دولة، ونصدق أو نأخذ بالكلام الإيراني.. "كبرت كلمة تخرج من أفواههم..." نقلا عن الرياض