في العاصمة أبوظبي يسمق النصب التذكاري لشهداء الوطن من عاصمة الحقيقة، مدينة الأوفياء، تخليداً لرجال عاهدوا الله على الذود عن منجزات الوطن، والدفاع عن الحقيقة ووقف زحف الخبثاء.. في مدينة أبوظبي تسابق القيادة الرشيدة الزمن، وفي خطوات حثيثة من أجل ترسيخ أركان الوعد والعهد، وتمتين العلاقة ما بين من أرخصوا الدم في سبيل الحرية وبين الأجيال التي سترى بأم العين مشهد التضحيات الكبرى وصورة النبلاء من أبناء الوطن متجلية مجلجلة تخض الذاكرة بموجات الاستحضار واستدعاء الذاكرة، في كل ساعة وحين. أبطالنا الذين ساموا العدا سوء العذاب وأفدوا الوطن بأرواح، برائحة المسك ولون السماء الصافية وضوء الأقمار العالية.. بواسلنا رفعوا النشيد عالياً وهم يحثون الخطى باتجاه أرض الوغى، مودعين الأهل والأحبة، واضعين القسم نصب أعينهم فإما النصر وإما الشهادة، والنصر قريب، قريب، طالما أنتج هذا الوطن رجالاً أشداء على العدو، رحماء بالوطن، يواجهون الموت من أجله، وللأعداء يضربون منهم كل بنان، ومن دون استئذان ولا هوان، معلنين أن الحرية لا تسقى إلا بالدم وحرية الأوطان أغلى الحريات. ولا نستغرب أبداً، فهكذا قيادة عظيمة، لابد وأن تنتج شعباً عظيماً، كريماً لا يرى في الموت إلا حياة لشعب، وحرية لوطن ورفعة لمنجز تاريخي حضاري مذهل.. لا نستغرب أبداً، فالقيادة التي أخذت على عاتقها، القرار الحاسم والجازم لتحرير اليمن من طغمة الفاسدين وزمرة الحاقدين وثلة المتعصبين، وكان لها ما اتخذته، كان لها شرف قيادة تاريخ أمة بأكملها بعد ما حل الظلام في بقاع عربية كثيرة، وبعدما استولى الإحباط على شعوب امتد محيطها من طنجة حتى شعم، استطاعت القيادة بالحكمة والشكيمة أن تأخذ زمام الأمور لتضيء شمعة في ليل العرب، ولترفع المصابيح عالية لتقول لأعداء الأمة والشوفينيين، نحن هنا، أبناء زايد الخير، طيب الله ثراه، وحربنا ضد الحوثي، هي من أجل سلام يعم اليمن، وربوع الجزيرة العربية، ويمنع طوفان الغدر من الانتشار، وإيقاف هدر الدماء الزكية وإحياء الأمل في عيون أطفال اليمن الذين جردهم الحوثي من أبسط معاني العفوية والإنسانية، وصار يهدم البيوت على ساكنيها بطريقة همجية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً إلا في روما تحت وطأة نيرون المتسلط. نقلا عن الاتحاد