الغرب يحشد مقاتلاته وأساطيله الحربية لتدريس الشرق معنى الحرية، والشرق يحشد مظاهراته ومقاطعاته الاستهلاكية لتعليم الغرب معنى الإحترام . هناك ( ديربي) بين الطرفين، مثل ديربي برشلونة وريال مدريد، له ملايين المشجعين والأتباع والمتنفعين،ولايمكن بأي حال من الأحوال جمع الفريقين وجماهيرهما على تقدير وإحترام لاعبي الفريق الآخر والتصفيق والإعجاب باللعبة الجميلة من أي طرف كان، هذا أمر مستحيل لأنه نابع من إختلاف هوية وثقافة وإنتماء وعجب وإعجاب ، لايمكن إجبار منتمي أو مشجع لنادي برشلونة بالتصفيق والأعجاب بريال مدريد لأن تميزهما ووجودهما مبني على اختلافهما لا توافقهما، وهي سنة حياة ، سنها الخالق سبحانه، شعوب وقبائل، صراع حضارات ، إختلاف ثقافات، الثقافة الغربية وقودها الحرية ، الحرية في كل شيء، الفعل القول التفكير، والثقافة الشرقية وقودها الإحترام ، في كل شيء، الفعل القول والتفكير، الغرب ينتفض ويثور اذا قلل أحد من حريته ، والشرق ينتفض ويثور اذا قلل أحد من احترامه لايفهمك الغربي لو جلست تتحدث معه الآف السنين عن الموت في سبيل الإحترام، كما هي الحال مع الشرقي ، فحديثك معه عن الحرية المطلقة التي لا تحترم أحدا لا يفهمها ولايتقبلها ولا يستطيع التعايش معها، كل طرف بنى حياته على مقدسه الوحيد، الغرب بنى حياته على الحرية والشرق بنى حياته على الاحترام، الغرب انحاز للعقل والشرق انحاز للروح، فاستمرا يتوازيان ولايلتقيان، لا يتناحران ، الا عندما يبدأ كل طرف منهما يمس مقدس الآخر! سبب الصدام أن الغرب يرى أن الإحترام قيد من القيود التي تنسف الحرية، الشرق يرى أن الحرية تنسف الإحترام، الغرب يرى الاحترام تخلف، والشرق يرى الحرية مجون، والحقيقة عكس ذلك تماما، لكن هناك متنفعون استفادوا من تحويل الإختلاف الى خلاف ، وهي الخطة الجديدة لأمراء الحرب وتجارها، صنع خلاف من كل اختلاف ، هذا ديدن شرطي العالم!