محمد الحمادي
إن وجود واجتماع قيادة عربية واعية، في ظروف إقليمية صعبة، وفي ظل تحديات داخلية دقيقة، يعني أن هناك عملاً عربياً يتم، وأن هناك نظاماً عربياً جديداً يولد من رحم المعاناة، ومن بين ركام ما يسمى الربيع العربي.
وتأتي زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الإمارات، أمس، في وقت وفي ظروف غاية في الحساسية للمنطقة، تكتسب فيها مثل هذه اللقاءات أهمية استثنائية، كما أن لقاءه بقيادات الدولة، يعكس قوة وعمق العلاقة بين البلدين، ويبين مدى ما تحمله القيادتان الإماراتية والمصرية من هموم هذه الأمة، واستعدادهما للعمل من أجل خير العرب ومستقبل دول المنطقة، فهذه اللقاءات لا تنتهي إلا وقد ناقشت فيها القيادتان شؤون دول المنطقة وهمومها.
علاقة الدولتين قوية، وبعد أن أصبحت الثقة بينهما متبادلة، صارت هذه العلاقات في مرحلة العمل من أجل دول المنطقة، فصحيح أن النار لا تزال تحت الرماد، وأن مصر لا تزال تعاني، إلا أن هذا لا يعفيها، ولن يعفيها من القيام بدورها الإقليمي المهم في المنطقة، ولا يمكن أن نقبل الرأي الذي يردده البعض بأن «على مصر أن تحل مشاكلها قبل أن تفكر في حل مشاكل الآخرين»، فمصر مطالبة بلعب دورها بوصفها دولة محورية في المنطقة، ولها وزنها العالمي، وإنْ كانت تعاني شيئاً أو أشياء، فهذا لا يعني ألا تضع يديها في مشكلات المنطقة، وتشارك في حلها بكل قوة.
الواقع يقول إن صون مقدرات المنطقة ووحدتها وتطلعات شعوبها، يتطلب عملاً عربياً من مختلف الدول، وإيماناً بقدرة دولنا على القيام بدورها، ومصر على رأس هذه الدول، وجزء من ذلك الدور يرتبط بشكل مباشر بمواجهة الأطماع والتدخلات الخارجية في المنطقة، وكذلك مواجهة الجماعات والتنظيمات التي تسعى لنشر الفوضى وزعزعة استقرار المنطقة، وهذا ما يتطلب عملاً عربياً مشتركاً، بعد أن أصبح العبث الخارجي منتشراً في أغلب دول المنطقة.
تقارب بل وتطابق وجهات النظر بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في أغلب القضايا والملفات الساخنة في المنطقة، يصب في مصلحة دول المنطقة وشعوبها، وربما اتفاق الإمارات ومصر على أهمية الخروج من الأزمة السورية بحلول سياسية تضمن وحدة هذه الدولة الشقيقة، وتطلعات شعبها، يعبر عن حرص البلدين على وحدة الأرض السورية، وحرصهما على حقن الدماء في بلد دفع ثمناً باهظاً للتدخلات الخارجية والصراعات الإقليمية، فالشعب السوري يدفع ثمناً لتطلعات دول إقليمية لم تراعِ أبسط القواعد الأخلاقية والإنسانية.
ما يحسب لقيادة الإمارات وقيادة مصر، وشقيقتهما المملكة العربية السعودية، أنها تعمل من أجل مصلحة هذه الأمة، وما يجعلها قادرة على مواصلة العمل والصمود أمام التحديات الكبرى، إصرارها من أجل هدف سامٍ، وضمان مستقبل أمة بأكملها، وحقوق أجيال تستحق أن تعيش بشكل أفضل.
* علاقة الدولتين قوية، وبعد أن أصبحت الثقة بينهما متبادلة صارت هذه العلاقات في مرحلة العمل من أجل دول المنطقة
*صون مقدرات المنطقة ووحدتها وتطلعات شعوبها، يتطلب عملاً عربياًً من مختلف الدول، وإيماناًً بقدرة دولنا على القيام بدورها،
ومصر على رأس هذه الدول، وجزء من ذلك الدور يرتبط بشكل مباشر بمواجهة الأطماع والتدخلات الخارج
نقلا عن الاتحاد الإماراتية