2015-10-10 

أرفض المسافة والسور والباب والحارس!

علي الحميدي

آخر مقالة كتبتها كانت عن فنان العرب محمد عبده عام 2010 وللعلم هي الأولى أيضاً ولم أكتب غيرها. في تلك الفترة كنت كما يقولون (خالي البال سالي) أي بمعنى لا لي ولا علي، لم أدخل معترك الفن والاعلام بعد، ولم تحطني هالة من المعجبين والمادحين، والقادحين ايضاً. كنت أسير بجانب الحيط الذي كان يعرفني جيداً، ويترقب مروري كل صباح بسيارتي الكورولا أو مشياً على قدمي. ولأني قررت ان (ارفض المسافة والسور والباب والحارس) خرجت من خلال اليوتيوب ساخراً ارتدي بشت لم اكتشف ان يدي اليسرى يجب أن تكون خارج الكم الا مؤخراً وانا اتابع الاخبار. جسدت شخصية ذلك المسؤول الذي عاملني ذات يوم بفوقيه وتقصير وتهميش فأجدت ذلك كما قالوا لي فما زادني المدح الا رغبة في الاستمرار بذات الشخصية التي لم تكن في يوم من الايام تستهدف شخص بعينه بل كانت موجهة لجهات خدمية لم تقم بعملها كما يجب وكان لا بد ان تكون عرضة للنقد الهادف الساخر. قبل اسابيع اعلنت توقفي عن تقديم برنامج (أشكل) لأسباب خاصة ربما أحدها حنيني الى ذلك الجدار الذي كنت امشي بجانبه فله حق علي ان لا اترفع عنه او انساه وهو الذي كنت استظل به عن الشمس واسند ظهري عليه إذا تعبت وادون ذكرياتي على صدره واحياناً اوجهه له نطحة إذا غضبت. سأعود للسيد المسؤول ولكن لا أدرى متى او كيف حتى اللحظة فكل ما أفكر فيه الآن هو ان ارتاح قليلاً بعد تجربة ثلاث سنوات تعلمت منها الكثير ووجدت اننا ولله الحمد ننعم في هذا البلد بنعم كثيره وايجابيات كثيرة على الرغم من وجود السلبيات وتعلمت ان حب الوطن لا يكون الا بالصدق والوضوح والاعتدال البعيد كل البعد عن التطبيل وعن كلمة (كل شيء تمام) والبعيد ايضاً عن السوداوية والغلو والتصيد. فخير الامور الوسط، والإنصاف والصدق هما شرف مهنة الاعلامي والفنان.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه