عبد العزيز المحمد الذكير
العنوان مثل شعبي مُتداول يوصف به إنسان أو مجتمع أسرارُه مكشوفة دائما.
أرى أن التقنية المعاصرة بدأت باختراق أدق خصوصيات الأفراد، بعلم الفرد ورغبته. فالتخزينات المعلوماتية لم تترك شيئا من أسرار الناس إلا وطرحتهُ متاحا لمن لديه ولو معرفة قليلة بطريقة الاختراق.
ناهيك عن أن التقنية المعاصرة حاصرتنا بطريقة القول الشعبي «ما عندنا لها دبْرِه».
بدأ الكثير - وأنا منهم - يتردد قبل إدخال أرقام أهله وأصدقائه ومحبيه ومعارفه إلى ذاكرة التخزين في هاتفه النقال.
وبالرغم من كون تلك الذاكرة هي التي قللت من شأن أو أبطلت التسابق على الأرقام المميزة، حيث لم تعد ذاكرة الإنسان مطلوبة بسبب إمكانية طلب الرقم بواسطة لمسة واحدة فقد أوجدت - كما قال من جرّبوا - وسيلة التخزين تلك الاحراجات الكثيرة لعدد من الناس. واحدة سُرق هاتفها، وأول شيء عمله السارق البدء باستعماله لإرسال رسائل بذيئة إلى كل الاسماء المدرجة في قائمة الحفظ. وغير ذلك صار السارق يهاتف الغير و»يعاكس» على راحته.
وكان على الضحية أن تتصل من هاتف آخر بمعارفها ومحبيها لتنبههم بأن الهاتف قد سُرق، بعد أن اتصلت بها صديقة تقول لها ان ثمة رسائل غير محتشمة تردُ من هاتفها (هاتف الضحية). وكذلك محادثات غير لائقة.
في واقعة لا تبعد كثيراً عما ورد.. وهي أن مواطناً تلقى طلباً من دائرة أمنية للحضور لسؤاله عن علاقته بفلان المشبوه والمحتجز لديهم، فأنكر معرفته بالمشبوه. وتبين بعد استدراج المشبوه أنه سرق الهاتف المحمول من «واحد» وكان ذلك الواحد صديقاً مُقرباً من الرجل الذي استدعته الجهة الأمنية تلك. واحتاج الأمر إلى زمن ليس بالقصير لتصحيح الحال.
لا بأس لو استطاع الضحية التبليغ في الوقت المناسب، لكن البعض لا يحس بالسرقة الا بعد «فوات الفوت». والبعض الآخر «ما هوب عجل».
يرى الكثير أن الحكمة في زمن كهذا تستدعي الاحتفاظ بأرقام الصحب والأحباب في «مكان آمن» و»يا الله السلامة».
*نافذة شعر
رُب وامعتصماه انطلقتْ
ملء أفواه الصبايا اليتّمِ
لامستْ أسماعهمْ لكنها
لم تلامسْ نخوة المعتصمِ
(الشاعر الراحل عمر أبو ريشة)