دانت الصحافة الايرانية الى حد كبير الاحد اعتداءات باريس التي اودت بحياة 129 شخصا على الاقل، واعربت عن تعاطفها مع الضحايا، غير ان صحف المحافظين حملت السياسات الفرنسية في سوريا المسؤولية.
وفي اول رد فعل على احداث ليل الجمعة، عكست الصحف الايرانية الانقسامات في البلاد بين الاصلاحيين والمتشددين.
وكان الرئيس الايراني حسن روحاني دان السبت الهجمات المنسقة التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية واصفا اياها بأنها "جرائم ضد الانسانية".
ودانت صحيفة شرق الاصلاحية "الرعب في قلب باريس"، مفيدة عن قيام ايرانيين بوقفة احتجاجية صغيرة امام السفارة الفرنسية في طهران ليل السبت.
ونشر الاستاذ الجامعي الاصلاحي صادق زيبا كلام مقالة دان فيها "عدم تعاطف" المحافظين مع فرنسا حيال الهجمات، منتقدا العدد الضئيل للاشخاص الذين شاركوا في الوقفة التضامنية.
صحيفة اعتماد الاصلاحية دانت الهجمات ايضا، قائلة ان "العالم يحزن مع باريس".
لكن اعتماد اشارت الى ان الصدمة العالمية لم تكن نفسها حيال تفجيري الخميس في بيروت، واللذان تبناهما تنظيم الدولة الاسلامية ايضا، وخلفا 44 قتيلا.
ودانت "الصمت حيال اعتداء بيروت"، الذي استهدف منطقة محسوبة على حزب الله الحليف الرئيسي لايران.
من جهتها، قالت صحيفة ايران الوسطية القريبة من الحكومة ان الاعتداءات "صدمت واثارت اشمئزاز ليس الشعب الفرنسي فحسب، بل في العالم بأسره"، معتبرة انها "دليل ضعف" فيما يواجه تنظيم الدولة الاسلامية هزائم متتالية في الميدان.
من جهة اخرى، رأت الصحف القريبة من المحافظين ان الاعتداءات هي نتيجة السياسات الفرنسية، فيما ردد البعض نظريات المؤامرة معتبرا ان تبني تنظيم الدولة الاسلامية من صناعة الغرب.
وعلى صفحتها الاولى، نشرت صحيفة جوان المتشددة صورة تظهر جهاديا ملثما يحمل مسدسا ومنجلا على قمة برج ايفل، فيما يلوح براية تجمع علمي الولايات المتحدة وتنظيم الدولة الاسلامية.
العنوان الرئيسي لجوان كان "العودة الى الوطن"، مفيدة عن تقارير تشير الى ان نحو 200 جهادي فرنسي عادوا الى البلاد بعد مشاركتهم في القتال الى جانب تنظيم الدولة الاسلامية في الخارج.
وفي صحيفة كيهان، الاقدم والاكثر تشددا، كرر رئيس التحرير حسين شريعة مداري نظرية المؤامرة التي انتشرت في وسائل الاعلام الايرانية، عن ان تنظيم الدولة الاسلامية من صنع الغرب واسرائيل في اطار عملية اطلق عليها اسم "وكر الدبور".
وكتب شريعة مداري ان "على مصممي وكر الدبور ان ينتظروا عودة الدبابير الى وكرها الحقيقي، دبابير تحمل بنادق آلية وقنابل يدوية".
اما صحيفة وطن امروز المحافظة المتشددة، فتعرضت الى سيل من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي بعدما عنونت افتتاحيتها عن الاعتداءات "العشاء جاهز"، مع صورة لجثة مغطاة بورقة بيضاء وكراسي فارغة في احد المطاعم الذي كان عرضة لهجوم.
وكتبت الصحيفة ان "الغرب تذوق في نهاية المطاف ما طبخه في سوريا"، ما ادى الى رد فعل عنيف من الايرانيين، اذ كتب احدهم على تويتر "اللعنة على وضع عنوان هذه الصحيفة".
منفذي الحادث ليسوا بمسلمين وإن كانت بطاقاتهم بها الديانة مسلم فالإسلام ليس بالبطاقة ولكن الإسلام أخلاق وتعامل. والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل غير المحارب والمرأة والطفل ونهى عن قطع الشجر وإيذاء الحيوان.