كانت بلقيس دائما شخصية غامضة وجامحه و صاروخا حقيقيا في سماء الأغنية ليس لموهبتها فقط بل لأنها استطاعت تكوين شريحه جماهيرية ضخمه بوقت قصير وبفعالية كبيرة كما انتهجت أسلوبا تفاعليا ناجحا في التعامل مع جمهورها حيث عودته على المفاجئة فدائما ما تجد بلقيس بين المؤيد والمعارض وبين المشجع لأفكارها وإبداعاتها وبين الناقم المنتقد هي التي اعتادت دائما أن تبتكر أساليب جديده وحديثه إما في الفكرة أو بالتصوير أو حتى بأسلوب الطرح حيث استبقت الفنانة بلقيس بالإعلان عن الكليب الجديد "التاج" الذي يجمعها مع الشاعرة الشابة وشم وكان الإعلان غامضا ملفتا للنظر واضعاً عددا كبيرا من التساؤلات على طاوله النقاش.
وعندما انطلق الفيديو الكليب اليوم على "اليوتيوب" حقق صدمه إيجابية ومذهله للأسلوب الجديد والمبتكر في محاكاه قضية اجتماعية حساسة جدا وبتنقلات سلسه بين فصول القصة وكان لكلمات وشم الأثر الكبير في محاكاه الكليب للقضية بشكل ملموس ومؤثر وبالدمج الاحترافي للدراما والموسيقى ليكون عملا فنيا متكاملا.
فمنذ الساعات الأولى من اطلاق الكليب حقق ما يقارب المئة ألف مشاهده متجاوزا بذلك أعمالا فنية كثيره لم تحقق هذا الرقم خلال أيام وبعضها خلال أشهر كاملة كما أن التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي طالبت بلقيس بالاتجاه للتمثيل لموهبتها التي استطاعت من خلالها أن ترسخ في أذهان جمهورها صدق مشاعرها وصدق ما قدمت.
كما أن الجمهور لا ينسى حين صدر كليب "مبروك" والذي استطاعت من خلاله أن تلامس فكرتين جديدتين على الساحة الخليجية تحديدا وقد تكون في زاويا عدة مختلفة عن انتاج الساحة العربية أيضا.
أما الجانب الأهم فأن بلقيس لامست فيه تجربة جديدة وفريدة من نوعها بكل المقاييس وأيضا هي تحدي صارم وقوي تجاه مجتمع خليجي محافظ وذلك بتصوير حفل زواج حقيقي ليكون على طريقه الفيديو كليب بالإضافة الى تصوير مشاعر الأم الخليجية ومشاعر الفرح لدى الشباب الحقيقة بلا مبالغة أو تغيير.
وقد حقق فيديو كليب "مبروك" نجاحا كبيرا وتفاعلا مذهلا حيث حققت سته ملايين مشاهدة في ثلاثة أشهر فقط وذلك يعود الى ما حققه من نجاح واختلاف عظيم بوجهات النظر بين مؤيد وبين معارض فالجرأة قد لا تكون مناسبة في كل الأحوال في الأعمال الفنية خصوصا في مجتمعنا المحافظ.
وبذلك ومن وجهه نظري فقد حققت بلقيس نجاحا جعلها تقف بين الكبار بثقه كبيرة وجعلها تتعدى فناني جيلها من الشباب بمستويات مختلفة ولذلك فأني أعتقد انه بعد الانتاجات الضخمة والأفكار المذهلة من أعمال فنية قدمت مؤخرا على الساحة فقد استطاعت صنع مدرسه إبداعية فنية جديدة تليق بمستوى الشباب الواعي والمنتقد والباحث عن الجديد دائما .
صدقت استاذ سليمان .. كان عملاً متكاملاً من حيث الكلمات واللحن وقصة الفديو كليب بالاضافة الى اداء بلقيس المؤثر والصادق فيه .. ونحن كجمهور متعطش لمثل هذه الاعمال الجميلة والمتميزه .. لقد اصابة بلقيس الاختيار والاداء.