يقول الهاتما غاندي "في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر " وهكذا كان طريق نوال الهوساوي الطويل والشاق في سبيل محاربة العنصرية في السعودية حيث وجدت "كابتن الطائرة المعتمدة" والمستشارة الاسرية نفسها في مواجهة سيل كبير من الانتقادات والإساءة لها ولعائلتها في دفاعها عن لون بشرتها السوداء وزوجها الامريكي الابيض وكذلك عن المؤهلات التي تحصلت عليها في الولايات المتحدة الامريكية .
وفي روايتها لبي بي سي عن الحملة الشرسة التي واجهتها تغريداتها وصورها على مواقع التواصل الاجتماعي ""أنا أقدم كل شيء يكرهونه، كل شيء يقفون ضده. فأنا امرأة سعودية متزوجة من أجنبي. هم ضد الأمريكيين. وزوجي أبيض وأنا سوداء. فهم يرفضون الزواج المختلط، ويقولون إن المرأة لا ينبغي عليها أن تعمل، لذلك فرؤية امرأة لا تستطيع فقط قيادة سيارة بل ولديها رخصة طيران أمر مرفوض. ولا يحبون لرسائلي أن تلقى كل هذا الصدى عند الكثير من المتابعين".
ورغم وصول عدد متابعي نوال الهويساوي في موقع تويتر الى 50 الف إلا ان أغلب المتابعين يعمدون الى الاساءة الى الهويساوي وعائلتها من خلال نشر صور افراد عائلتها واجراء تغييرات عليها بالفوتشوب وخاصة على صورها الخاصة .حيث يسعى منتقدوها الى الحط من عزيمتها بعدد من الشتائم والإساءات كوصفها بحيوان الغوريلا وب"العبدة" حملة رغم انها لم تثني نوال الهويساوي عن مواصلة حربها ضد العنصرية وضد الاختلاط في الزواج بين البيض والسود متسلحة بعزيمة كبيرة وإرادة قوية ومعتمدة على القانون السعودي الذي مكنها من مقاضاة المسيئين لها بما انه يمنع كل انواع العنصرية حيث تقول الهويساوي عن تعامل الدولة في السعودية مع القضايا التي ترفعها " يجري التعامل معها بجدية شديدة، لكن محاولات تعقب المسيئين –ومعظمهم من المسجلين بأسماء مستعارة- أمر يستغرق وقتا طويلا".
وفي غضون ذلك، تقول الهوساوي التي اصبحت تلقب "روزا باركس" السعودية في اشارة الى ايقونة الحقوق المدنية الامريكية من اصول افريقية روزا باركس "تعلمت الكثير من مانديلا، ومالكوم إكس وغاندي". وتضيف: "فأنت لا تحارب الكراهية بالكراهية، إذ يمكنك إشعال شمعة وتبقى شخصا إيجابيا، فهذا يجعلك أقوى".