بمزيح من الفخر والخيبة يحتفل التونسيون بالذكرى الخامسة لسقوط نظام بن علي مزيج مرده الاعتزاز بمكاسب حققتها الثورة اهمها خروج تونس من قبضة نظام دكتاتوري الى الحرية مقابل خيبة الامل التي ولدتها الصعوبات التي الاقتصادية التي تمر بها البلاد وخاصة التحديات الامنية في ظل الهجمات الارهابية المتتالية التي شهدتها تونس طيلة خمس سنوات .ويتخذ التونسيون من شارع الرئيس الاول للبلاد ما بعد الاستقلال شارع " الحبيب بورقيبة " ساحة للاحتفال والاحتفاء بالذكرى الخامسة لاندلاع ثورة فتحت الباب من بعدها للثورة في عدد من البلدان العربية الاخرى ولشارع الحبيب بورقيبة رمزية خاصة عند التونسيون فهو الشارع الذي ارهب به التونسيون الذين خرجوا في الرابع عشر من يناير من سنة الفين واحد عشر نظام بن علي واجبروه على الهروب كما انه نفس الشارع الذي يضم وزارة الداخلية التي كان بن علي يستمد منه قوته وقبضته الحديدية كما تؤكد ا ف ب .
وفي الذكرى الخامسة تقاسمت الاحزاب وجمعيات المجتمع المدني شارع الثورة فكانت التحمع الاكبر والابرز لتجمع حزب حركة النهضة الاسلامي فيما تقاسم بقية المشهد عدد من الاحزاب الاخرى والجمعيات كالتي تطالب بتعديل قانون المخدرات الذي يرون فيه سببا في هدم حياة الشباب التونسي .ورغم جرعة الحرية التي اعطتها الثورة للتونسيين الا ان الوضع في البلاد لا يزال قاتما بعد ان تفشت البطالة والفقر والتفاوت الاجتماعي، حيث كتبت صحيفة وفق ما جمعته ا ف ب "لو كوتيديان" الخميس ان "حصيلة ثورة الحرية والكرامة والحق في العمل تبقى بصورة اجمالية متفاوتة" فيما ابدت صحيفة "لا بريس" خشيتها من عودة البلاد الى "خانة البدايات، خانة الغموض والخوف". ورأت صحيفة "المغرب" انه "مهما يكن من امر، فنحن نحيي اليوم حدثا مؤسسا لواقع ومستقبل تونس لعقود وربما لقرون قادمة". اما صحيفة "لو تان" فدعت الى "اعطاء الامل لجميع الذين خابت امالهم" محذرة بان "خطاب جلد الذات يقضي على المعنويات وعلى المستقبل".
يحق للتونسيين اليوم الاحتفاء بثورتهم التي كرسوا من خلال نهجا جديدا في الحياة السياسية يقوم على التوافق والديمقراطية التي تجلت في المصادقة على دستور جديد للبلاد ومحطتين انتخابيتن وصفها العالم بالشفافة وهو ما اهلها للحصول مؤخرا على جائزة نوبل للسلام تكريما لتكريس التونسيين للغة الحوار على العنف لكن الواقع الذي تعيشه تونس يلقي ببعض السوداوية على المشهد خصوصا اذا تعلق الامر بالوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه البلاد وخاصة امام خطر الارهاب الذي يقض مضجع التونسيين في كل مرة .