ثلاثة أزمات في أربعة سنوات كادت أن تعصف بالبطولة المصرية العريقة، لو لم يكن العامل المشترك بينها هو سقوط عشرات الضحايا، لربما التفت المحللون إلى مفارقة عجيبة وهي أن نادي الزمالك الذي يتعثر خلال السنوات السبعة الماضية في حصوله على الدوري، كان هو الأقرب لإحراز اللقب في هذه الدورات الثلاثة التي توقفت. ليست هذه الأزمة الوحيدة التي تواجه النادي الذي سقط من جمهوره 19 قتيلا وعشرات المصابين أثناء محاولتهم لدخول إستاد الكلية الحربية لحضور مباراة فريقهم لأول مرة في هذه الدورة، ومع ذلك استمر لاعبوه في المباراة، فيما عدا لاعب واحد، الأمر الذي زعزع ثقة الجمهورة. وكانت قد أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها حينها أن حالات الوفاة وقعت جراء تدافع المشجعين عقب إحباط محاولة جماهير لنادي الزمالك اقتحام ملعب الدفاع الجوي، في حين اعتبرت رابطة مشجعي نادي الزمالك (وايت نايتس) ما حدث "مجزرة مدبرة". الزمالك المتصدر للدوري بفارق كبير من النقاط عن غريمه الأهلي لأول مرة منذ سنوات، سيكون أول مستفيد من عودة الدوري الذي تم الإعلان عن استئنافه بعد حداد اربعون يوما على ضحاياه، لكنه هل يتخطى الأزمة التي شارك فيها لاعبوه بالاضراب عن التدريب من أجل تعويض أهالي الضحايا وتوضيح حقيقة مشاركتهم في المباراة دون علمهم بسقوط قتلى وجرحى خارج اسوار الإستاد. في الوقت لن يحظى النادي أو غيره بدعم من جمهوره في البطولة إذ تقرر استئنافها دون حضور الجمهور. وكان قد منعت السلطات المصرية دخول الجماهير إلى الملاعب لحضور المباريات منذ ما عرف بـ"مذبحة بورسعيد"، التي قتل فيها 72 مشجعا من أعضاء ألتراس النادي الأهلي لكرة القدم في فبراير2012 بعد مباراة خاضها ناديهم مع نادي "المصري" في مدينة بورسعيد. واستثنى قرار منع الجماهير مباريات المنتخب المصري ومباريات الأندية المصرية التي تشارك في المسابقات الأفريقية. ويعود الدوري المصري بعدما تلقى اتحاده خطابا من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر يطالب فيه باستئناف النشاط الكروي في مصر. وأوضح بلاتر في خطابه أن العديد من الدول تعرضت لأحداث كروية مؤسفة مثل التي حدثت في مصر واستؤنف النشاط فيها بصورة طبيعية بمرور الوقت، "لأن كرة القدم أصبحت وسيلة مهمة للتواصل بين دول العالم".