السعودية - ايران : عواقب الاحتقان

قد يظهر الصراع السعودي الايراني على أنه سياسي أو عقائدي في المقام الاول لكن تأثيراته على البلدين  وعلى المنطقة تجاوزت المستوى السياسي بكثير.

صحيفة هافينعتون بوست الامريكية  رصدت مخلفات وعواقب الاحتقان الكبير في العلاقة بين السعودية وايران الذي وصل حد قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الذي بادرت به السعودية في ردة فعل على الاعتداء الهمجي على سفارتها في طهران.

العواقب الاكبر لهذا الاحتقان اقتصادية بالأساس فتوازيا مع الصعوبات الاقتصادية التي تعيشها بسبب العجز الكبير في ميزانية المملكة استفادت ايران من الاتفاق النووي الذي وقعته مع الولايات المتحدة ومن رفع العقوبات الاقتصادية عليها فرفعت من انتاجها من النفط  الى 2 مليون برميل يوميا. قرار صب مزيدا من الزيت على نار الاحتقان بين البلدين ففي حين تحاول السعودية استعادت توازنها الاقتصادي عبر خصخصة القطاع النفطي انطلاقا من اكبر الشركات العالمية المنتجة للنفط " ارامكو" تحاول ايران الوقوف امام هذه الخطوة الجريئة بزيادة انتاجها في النفط لخفض اسعاره في السوق العالمية.

ميدانيا كان تكاليف الاحتقان السعودي الايراني وخيمة من حيث النتائج خصوصا وان الصراع العسكري وصل مداه الى دول المنطقة كاليمن التي اصبحت ساحة للحرب بين التحالف العربي الذي تقوده السعودية والحوثيين المواليين في ايران ناهيك عن سوريا والعراق. وهو تحول كبير في تاريخ الصراع بين البلدين  اذ يصل للمرة الاولى البلدين الى ساحة الحرب مباشرة وان كان بوسائط مختلفة. وضع جديد جعل عدد من بلدان المنطقة يدفعون ثمن هذا الصراع الذي لا يبدو بانه سيتوقف قريبا.

الصدام الحاد بين الرياض وطهران له اثاره الاستراتيجية والتاريخية العميقة في المنطقة التي يمكن ان تتعمق اكثر اذا واصل المجتمع الدولي الاكتفاء بمشاهدة الانفجار الهائل.