يجتمع قادة عدد من دول العالم غدا في لندن في إطار مؤتمر المانحين الرابع في محاولة منهم لجمع تسعة مليارات دولار من اجل مساعدة 18 مليون سوريا متضررين من الحرب بهدف ضبط أزمة لجوء تثقل كاهل الدول المضيفة من الشرق الأوسط إلى أوروبا.
وتنظم هذا المؤتمر الأمم المتحدة وبريطانيا والكويت والنرويج وألمانيا ويستقبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بهذه المناسبة أكثر من 70 مسؤولا دوليا من بينهم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وممثلي منظمات غير حكومية والقطاع الخاص.
وعن أهداف المؤتمر قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ل -أ ف ب انه و لمعالجة المأساة السورية يجب ألا تكتفي الدول المانحة بتوفير الأموال وإنما عليها القيام بتحركات ملموسة تعطي الأمل للاجئين. واقترح كاميرون تسهيل التبادلات الاقتصادية بين الأردن والاتحاد الأوروبي وفرض حد ادنى لعدد العمال السوريين في بعض القطاعات.
ميدانيا أشار تقرير لخطة المساعدة الإقليمية للاجئين إلى أن "تفاقم الشدة والضعف لدى اللاجئين السوريين والفكرة المتنامية في المجتمعات المضيفة بان اللاجئين يشكلون تهديدا لموارد رزقهم هو احد اهم المخاطر بالنسبة لاستقرار لمنطقة". وأمام خطر تشكل "جيل ضائع" أطلقت الناشطة الباكستانية الحائزة جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي عريضة للضغط على المانحين لتوفير 1,4 مليار دولار سنويا من اجل التعليم. لذلك اتفق منظمو المؤتمر على أن المشاركين "ينبغي أن يسعوا إلى تقديم مساهمة توازي ضعفي هباتهم في 2015 على الأقل".
ويأتي هذا المؤتمر في أعقاب مؤتمر جنيف الذي حاول المشاركون فيه البحث عن سبل لوقف إطلاق النار في سوريا . مؤتمر غابت عنه قوى المعارضة السورية التي اشترطت إدخال المساعدات الإنسانية للسوريين المحاصرين . مؤشر يؤكد مراقبون بأنه لا يبعث على التفاؤل حول إمكانية التوصل لحل ديبلوماسي لإيقاف المعارك في سوريا.
ويشير تقرير أصدرته منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن اللاجئين السوريين أن" تركيا وحدها لن تستطيع حل أزمة تدفق اللاجئين الى أوروبا»، مستنداً لشهادات الناجين من الغرق، أن قضية تدفق اللاجئين إلى أوروبا أكثر تعقيداً بكثير مما تبدو عليه، ولا يمكن السيطرة عليها وفق آلية التعاون الموجودة حالياً بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
كما كشفت منظمة «إنترناشيونال أورغنايزاشن فور ميغراشين» (آي أو إم) أن ما يزيد على 36 ألفاً و556 مهاجراً وصلوا إلى أوروبا من طريق البحر المتوسط، خلال 21 يوماً منذ بداية العام الحالي، وأن ما لا يقل عن 113 شخصاً قضوا غرقاً، ما يجعل شهر كانون الثاني (يناير) الأكثر دموية من الشهر نفسه في العامين الماضيين، إذ بلغت وفيات الشهر نفسه في العامين الماضيين مجتمعة 94 شخصاً.