رفعت حالة التأهب والحذر في اغلب عواصم العالم لمواجهة فيروس "زيكا"، الذي تفشى بسرعة رهيبة مخلفا أكثر من مليون إصابة حتى الآن. منظمة الصحة العالمية حذرت من أن الفيروس قد ينتقل إلى بعض الدول العربية، ما لم تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة لصده.
ورفعت منظمة الصحة العالمية حالة الطورائ الصحية العالمية، بعد أن تفشى فيروس "زيكا" في 24 دولة. وقالت رنا صيداني، المتحدثة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية في قسم الشرق الأوسط، لدوتشي فيلا ان سبع دول في الشرق الأوسط، وهي مصر، السعودية، السودان، اليمن، الصومال، باكستان وجيبوتي مهددة بانتشار هذا الوباء فيها مستفيدا من وجود "البعوض الزاعج"، الذي ينقل أمراضاً عديدة كحمى الضنك والحمى الصفراء وحمى التشيكونغونيا.
وستدرك صيداني قائلة أنه لحسن حظ الدول العربية، فإن انتشار الفيروس تزامن مع فصل الشتاء والطقس البارد، فالبعوض يتكاثر خاصة في فصلي الربيع والصيف. لكن ذلك لا يقلل من خطورته. وعليه، فإن هذه البلدان معنية أكثر من غيرها باتخاذ خطوات حازمة للحماية من انتقال الفيروس إليها. ولم يقع إلى الآن تسجيل أي حالة إصابة بالفيروس في الدول العربية. إلا أن "البعوض الزاعج"، وهو المتسبب في ظهور الفيروس والناقل له، منتشر في عدة دول في الشرق الأوسط.
وتؤكد الصيداني ان منظمة الصحة العالمية أوصت وزارات الصحة في الأقطار العربية باتخاذ إجراءات وقائية، كرش المبيدات للقضاء على البعوض، وتعزيز المراقبة خاصة لترصد الأوبئة وللتعرف على أي حالة إصابة بالفيروس. كما دعوناها إلى التخلص من المياه المخزنة والراكدة وضرورة رصد التشوهات الخلقية والإبلاغ عنها بسرعة وضرورة الاهتمام الكافي بالنساء الحوامل. في المقابل، أكدنا على ضرورة توخي الحذر من لسعات البعوض.
وتؤكد دراسات أولية حول المرض أعلنتها منظمة الصحة العالمية في اجتماعها الطارئ بداية هذا الأسبوع ان فيروس زيكا ينتقل للإنسان عن طريق لدغة بعوضة تعرف باسم البعوضة المصرية، وهذه البعوضة هي التي تنقل فيروس حمى الدنج Aedes egyptiaca، و يعيش فى الدم لمدة تتراوح بين خمس إلى عشرة أيام، و يعتبر الشخص المصاب خلال هذه الفترة ناقلا للمرض، اذا تعرض للدغة بعوضة خلال هذه الفترة،وتستطيع البعوضة نقل هذا فيروس زيكا لعشرات الأشخاص خلال أيام قليلة.
ويؤكد أطباء ومختصون أن عوارض ظهور هذا المرض بعد لدغة البعوضة بأيام قليلة، تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام، قد تكون ظاهرة فقط على 20% من الأشخاص المصابين، والأعراض تتمثل فى ارتفاع بسيط فى درجات الحرارة في الجسم. وأيضا التهاب فى ملتحمة العين وآلام فى العضلات و تكسير في العظام ، وانهاك في القوى، وقد تستمر الأعراض من يومين إلى أسبوع على حسب قوة الجهاز المناعة للمريض.
ولا يوجد في الوقت الحالي علاج أو مصل يعالج فيروس زيكا أو للوقاية منه، ولكن الأطباء ينصحون الشخص المصاب التزام الراحة التامة فى السرير.وتناول الكثير من السوائل الدافئة لمنع حدوث الجفاف، خاصة المشروبات التي تحفز جهاز المناعة كالزنجبيل المحلى بالعسل مع اضافة بعض الليمون والزعتر والقرفة وكذلك الشاي الأخضر مفيد جدا.وتناول عقار الباراسيتامول فقط كخافض للحرارة و مسكن للآلام، ولا ينصح باستخدام مضادات الالتهاب غير الإستيرودية مثل الابيوبروفين والديكلوفيناك ، حيث أنها تزيد من سيولة الدم وانتشار اوسع لفيروس زيكا .
وتعتبر البرازيل البلد الذي شهد أكبر عدد من الإصابات، فقد أعلنت وزارة الصحة البرازيلية أنها سجلت نحو 3700 حالة تشوه عند الولادة تطلق عليها تسمية "صغر حجم الرأس"، يشتبه بشدة أنها مرتبطة بزيكا.