كانت البداية أشبه بمزحة ثقيلة أو هي الكوميديا السوداء. يتجمّع عشرات من المُطاردين وخريجي السجون وبعض من المغامرين(الدرباوية) الذين ملّوا من التفحيط وإيذاء عبادالله والمعاكسة عند مدارس البنات ثم أعلنوا (إقلاعهم) لينضمّوا الى شلّة تمارس (الأكشن) على ثقيل...! قُلت تجمّع هؤلاء وغيرهم على أرض سورية والعراق اللذين يعيشان فلتاناً أمنياً واحتراباً بين فصائل لا يعرف أول لها ولا آخر، واهتدى تفكيرهم (تفكير أصحاب الكشتات غير البريئة والهجولة) بإغراء مهووس مخبول كي يُعلن نفسه خليفة لدولة(الخرافة) الإسلامية التي سمعوا بها أثناء محاضرات ثعالب(الصحوة)في المخيمات الدعوية التي ظاهر(بعضها) بريء وباطنها كله مؤامرات وخطط شريرة. ثم ماذا؟ تنادى الغلمان والمطرودون من بيوتهم بسبب يأس آبائهم من رجوع سويتهم وارتكاسهم في الصياعة أن "الجهاد..الجهاد" وكأنهم ذاهبون للتطعيس في شعيب "الطوقي" أو رمال الثمامة. استسهل البعض الخروج وغافلوا أُسرهم بل كذبوا عليهم وتسللوا إلى مواطن الصراع فوقعوا في قبضة الحنشل ووجدوا أنفسهم بين خيارين لا ثالث لهما إما الموت أو الموت بمعنى "الهلاك" في كل الأحوال. قلتُ نظام حنشل وأنا أعني واقع داعش الذي لا يختلف عليه إلا مكابر أخذته العزّة بالإثم. وإلا ماذا نُسمي اتخاذ أسلوب خطف الأبرياء غير المقاتلين من المدنيين مسلمين كانوا أم مسيحيين؟ أليس هذا هو ديدن الحنشل الذين يقطعون الطريق على العابرين يسلبونهم أموالهم ويذبحونهم رغبة في القتل ليس إلاّ أو في أحسن الأحوال يخطفونهم لكي يساوموا على إطلاق سراحهم؟ هل سمعتم بدولة تقوم بخطف رعاياها ومن يعيش على أرضها لكي تُنكّل بهم وتذبحهم أو تبتز أهاليهم لمقايضتهم بالمال أو إطلاق سراح مجرمين يؤيدونهم؟ قطعاً لا يحدث ذلك إلاّ في دولة (الخرافة) الإسلامية التي أوشكت على الانهيار والتلاشي بفعل رفض العالم.. كُل العالم وجودها كورم في جسد الأمّة الإسلاميّة. اقترح على عصابات داعش أن يكون نشيد دولة الحنشل ما ردده المرحوم الفنان الدكتور بكر الشدي ذات سخرية: حنشلْ...حنشلْ ...حنشلْ عقلي أصبح مُنشلْ