الرياض - لأن ما يسمى "حزب الله" مستمر في مصادرة إرادة الدولة اللبنانية. ولأن مستقبل لبنان معرض لمزيد من الأخطار في ظل هذه المصادرة ولأن الشعب اللبناني - مع كل أسف - بات رهينة في يد هذا الحزب "الطائفي" الأسود في نواياه وممارساته ضد كل ما هو لبناني.. قبل أن يكون ضد كل ما هو سعودي.. أو عربي بشكل عام. ولأن إيران هي المستفيد الأول والأكبر من تلك الممارسات التي يقوم بها الحزب وقيادته لصالحها.
ولأن الدولة اللبنانية كانت وما تزال أضعف من أن تقف أمام تلك الممارسات الحمقاء لربط لبنان.. ومصير لبنان.. ومستقبل لبنان.. بطهران.. سعياً إلى طمس شخصيته وإلغاء هويته "العربية" الأصيلة.. بدليل تعطيل هذا الحزب لكل الجهود المخلصة لاختيار رئيس للجمهورية حتى الآن..
ولأن لبنان لم يعد هو لبنان الذي "يعشقه" كل عربي.. بل أصبح بفعل هيمنة هذا الحزب على مقدراته يمثل خنجراً في ظهر هذه الأمة.. بفعل سياسات حزب الله المفروضة عليه.. فإن المملكة وجدت نفسها مضطرة.. بل ومرغمة على إيقاف مساعداتها له بعد "مراجعة شاملة لعلاقاتها معه بما يتناسب مع مواقفه ويحمي مصالحنا فيه".. وعندما أعلنت المملكة عن حزمة مساعدات للجيش اللبناني وقوى الأمن فيه بمبالغ تتجاوز (6) مليارات دولار.. فإنها أرادت بذلك أن تدعم لبنان وتعزز صموده وتمكنه من المحافظة على مؤسساته وتمنع انهياره..
لكن عدم تحقق هذا الهدف بسبب سيطرة ما يسمى بحزب الله عليه.. فإنه كان من العبث استمرار هذا الدعم الذي بدا وكأنه يصب في خدمة أهداف الحزب.. وليس في الحفاظ على استقلال لبنان الدولة.. ولبنان الكيان وتمكينه من الدفاع عن نفسه.. والحفاظ على هويته.. وضمان منعته.. ومواصلة صموده ضد الأخطار المحدقة به..
لكن الأهم من ذلك الآن هو: كيف تُمكن هذه الأمة لبنان من الوقوف على قدميه.. ومساعدته على التخلص من هذا الكابوس الذي يتهدد استقراره.. ويطال استقلاليته..؟ وقبل هذا وذاك.. كيف نساعد الشعب اللبناني على استرداد وطنه.. ودولته.. وشخصيته؟
الجواب هو : أن لبنان المختطف من إيران بواسطة حزب الشيطان.. محتاج إلى وقفة قوية.. وصادقة.. ووطنية من أبنائه قبل غيرهم لإيقاف حالة الانهيار التي يدفعه الحزب إليها دفعاًأبناء لبنان بكل طوائفهم مسؤولون عن استرداد وطنهم ودولتهم بالوقوف بوجه هذا الحزب وغيره من الأعوان.. وعندها فإن المملكة ستكون – بكل تأكيد – في مقدمة من يضع يده في يدهم لإعادة لبنان الحر.. ولبنان الهوية العربية.. ولبنان العزة والكرامة.. ولبنان الصمود الحقيقي.. وليس الصمود الكاذب الذي يتحدث عنه هذا الحزب.
وإذا لم يتحرك اللبنانيون أنفسهم.. وإذا لم يستردوا دولتهم المختطفة.. فإن لبنان العظيم سيتحول عما قريب إلى ورقة للمساومة في أجندة إيران للاستيلاء الكامل والمباشر عليه وعلى سورية.. والعراق.. وغيرها وغيرها..ولا أظن أن اللبنانيين الشرفاء يقبلون بأن يتحول بلدهم إلى معول هدم لكل ما هو عربي.. والانسلاخ عن أمته.. وتغيير ديمغرافيته.. أيضاً.. وذلك ما يجعلنا نؤمل بأن يتحرك اللبنانيون سريعاً للحفاظ على بلادهم من السقوط في الهاوية ولو في اللحظة الاخيرة التي حانت الآن.. وليس بعد الآن.
ضمير مستتر:
في القضايا المصيرية.. لا محل للمواقف الرمادية أو الباهتة أبداً.