رسائل المملكة "الحازمة"..ووقف اطلاق النار في سوريا

لم تكذب التطورات الديبلوماسية المتتالية فرضية أن يكون لرسالة السعودية العسكرية "الحازمة" لأعدائها  تأثير على سير المعارك في سوريا أو حتى لإيقافها.  الرد الروسي  لم يتأخر كثيرا على المساعي الديبلوماسية والعسكرية السعودية  حيث أكدت وزارة الخارجية الروسية اليوم اتفاقها مع الولايات المتحدة على معايير وقف إطلاق النار في سوريا.

ونقلت "روسيا اليوم " ان وزارة  الخارجية الروسية قد أعلنت في  بيان لها انه  "تم الاتفاق على معايير نظام وقف إطلاق النار في سوريا خلال مكالمتين هاتفيتين أجريتا بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري"، مشيرة إلى أن تقريرا بهذا الخصوص سيقدم للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما.

وسبق بيان وزارة الخارجية الروسية مكالمة هاتفية أجراها  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني تناولت الوضع في سوريا.والذي كشفت الدائرة الصحفية للكرملين انه تم خلاله التأكيد على مواصلة ما انتهت اليه زيارة أمير قطر إلى موسكو يوم 18 يناير/كانون الثاني، إذ بحثا المسائل الملحة المتعلقة بالوضع في سوريا. وأن الطرفين اتفقا على تكثيف الاتصالات الثنائية على مختلف المستويات من أجل المساهمة في تسوية الأزمة السورية.

الى ذلك كان الرئيس الروسي والعاهل السعودي الملك سلمان قد عبرا نهاية الاسبوع الفارط عقب مكالمة هاتفية عن رغبة الجانبين في حل الأزمة السورية. وكان الرئيس الروسي بوتين قد وجه في نهاية المكالمة دعوة للملك سلمان لزيارة موسكو لمزيد  التنسيق في بحث سبل إنهاء الأزمة السورية ونزع فتيل التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

ويشير مراقبون إلى أن هذه التطورات والمساعي الروسية للتشاور مع الأطراف التي لا تشاركها نفس التوجه في سوريا إنما هو وعي ويقين من إدارة الرئيس الروسي بوتين بأن الاستمرار في  الخيار العسكري لإنهاء الأزمة السورية لن يكون مجديا ولن تكون له نتائج تذكر لصالح روسيا. خصوصا في ظل التنسيق العسكري الكبير الذي تجريه المملكة العربية السعودية مع حلفائها ومع تركيا للتحضير لتدخل عسكري في سوريا إذا تطلب الوضع ذلك.

كما يؤكد محللون أن رسالة السعودية القوية إلى موسكو وحليفتها إيران من خلال "رعد الشمال" و"عاصفة الحزم" كان لها وقع كبير في روسيا وهو ما دفعها إلى تغيير موقفها من الحوار مع المملكة  ومع بقية أطراف الصراع وللتنسيق معها لتأمين خروج بأخف الأضرار من المستنقع السوري.

 وما يعزز هذا التحليل أكثر هو اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة  اليوم في الرياض، والذي من المنتظر بان يخصص لبحث الاتفاق الروسي الامريكي بشان وقف اطلاق النار في سوريا. حيث نقلت "مونتي كارلو" الدولية عن  منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب إعلان موافقة المعارضة المبدئية على الهدنة، بشرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من جانب حلفاء النظام السوري، لا سيما الضربات الجوية المكثفة التي تنفذها موسكو. وأكد حجاب ان الفصائل المسلحة أبدت "موافقة اولية" كذلك على الهدنة.