الرياض - المملكة تخوض حرباً للتصدي للمشروع الإيراني الإرهابي الطائفي في المنطقة وأذنابه بالوكالة من «داعش»، و«الحوثي»، و«حزب الله» تحديداً، وهي حرب متعددة الجبهات السياسية والعسكرية والإعلامية والأمنية والاستخباراتية، وخياراتها تبقى مفتوحة على أكثر من صعيد، ولن تتراجع المملكة عن مهمة الحصار والتطهير حتى تكف إيران شرّها وتدخلاتها في الخليج والدول العربية، خاصة بعد أن أيقن حلفاؤها أن مخططات إيران ليست بمعزل عنهم ولن تستثني أحداً منهم؛ فالجميع شركاء في هذه المواجهة، ومتمسكون بتحالفهم الذي صنعوه بأنفسهم، وإرادتهم، وقرارهم بالانحياز إلى أمن واستقرار المنطقة.
المملكة وشعبها على قناعة من أن مواجهة إيران وميليشياتها ليست سهلة، وتحتاج إلى نفس طويل من الصبر والعمل، ومزيداً من الوحدة في الصف، ولن تلتفت لمواقف العملاء، وأصوات الناشزين، وستمضي في الطريق الذي اخترته لتأخذ دورها في تصحيح المسار، وعدم انتظار الخطر يلتف عليها من كل اتجاه، وستبقى على العهد والحزم والحسم في وجه كل من يتطاول، أو يعبث، أو يتلوّن، أو يمارس دوراً مشبوهاً رخيصاً خارج الإجماع العربي.
إعلان المملكة حزب الله منظمة إرهابية وجد إجماعاً خليجياً وعربياً، باستثناء ما هو متوقع من العراق ولبنان، حيث لم يكن موقف البلدين مفاجئاً، أو متحفظاً، بل العكس كان مدافعاً، وهو ما عبّر عنه صراحة وزير الخارجية العراقي د.إبراهيم الجعفري الذي مجّد الحزب في اجتماع الجامعة العربية، واضطر معه السفير السعودي في القاهرة ومندوبها في الجامعة الأستاذ أحمد قطان من مغادرة القاعة احتجاجاً ليس على الموقف المتخاذل والمتوقع، ولكن حين وصل الأمر إلى أن من أعلن حزب الله منظمة إرهابية هم الإرهابيون -على حدّ قوله-، وهو تطور خطير في الخطاب السياسي العراقي، وردة فعل تكشف حجم التدخل الإيراني في قراره، واستقلاليته، وتظهر من جانب آخر عجز العراقيين عن مواجهة أنفسهم حين كانت ثقافة الإرهاب سبيلاً للحشد الشعبي، ونشر الطائفية، والخنوع التام للولي الفقيه بلا كرامة.
العراق الذي يعيش أسوأ مراحل تخلّفه وذله وأزماته وصناعة قراره لم يعد قادراً على تحقيق التوازن في مصالحه، واحتواء أطيافه، واحترام جيرانه، بل فضّل أن يكون ملازماً للفوضى والانقسام والتقسيم، وعتبات المنطقة الخضراء تشهد أن القادم مخيف ومثير، بل «داعش» الذي تركه يتمدد على أراضيه بلا حساب أو مواجهة شاهد أكبر على من تخاذل أمام الإرهابيين، وفتح حدوده مع سورية وإيران لتنقلاتهم، وتأمين العتاد لهم، وأخطر من ذلك حين ترك «حزب الله» يعبث على أراضيه، ويفجّر المساجد، ويدرب مرتزقة الحشد بالتنسيق مع الحرس الثوري الإرهابي، وينشر طائفيته بين أبناء الشعب العراقي الواحد الذي نحفظ له الحب والاحترام والتقدير.. كل هذا يا جعفري لم يحرّك فيكم ساكناً؟، وحين أعلنت المملكة النهوض بالأمة للتصدي لقوى الشر والإرهاب والتطرف وعلى رأسها «حزب الله» لم تجد عبارة أفضل من الإرهابيين في وصف أمتك العربية التي أجمعت على قرارها، ومصيرها؟.. عار عليك أيها الذليل!.