2016-03-15 

مركز أبحاث سعودي في الشأن الإيراني

عقل العقل

الحياة - أعلن قبل أيام في المملكة تأسيس مركز أبحاث ودراسات سعودي مختص في الشؤون الإيرانية، وهذه باعتقادي خطوة مهمة وفعالة للتعاطي مع الشأن الإيراني بكل أطيافه سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وثقافياً، على رغم أننا تأخرنا في الاهتمام بجانب مراكز الأبحاث العلمية في قضايا من الأمور التي تهم أمن وسلامة بلادنا على المدى البعيد، ولكن أن تبدأ فهذه خطوة واقعية وعملية للتعاطي مع مثل هذا الموضوع.

 

علينا ألا نربط إنشاء مثل هذا المركز بحال التصعيد والتأزم مع النظام الإيراني في الوقت الحالي، وألا نربط الاهتمام بهذا الجانب في حال تحسنت العلاقة السياسية مع طهران، فالبحث والدراسات العلمية يجب أن تستمر في كل الأوقات، ليس فقط في الشأن الإيراني، فكثير من القضايا علينا الاهتمام بها، وأن تكون مراكز أبحاث سعودية مستقلة بعيداً عن التأثير الحكومي الرسمي، فحرية البحث والدراسة في هكذا مراكز علمية ستقدم لصانع السياسية في بلادنا رؤية علمية شاملة وصادقة عن أي ملف يهم الوطن، على العكس من الدراسات التي تقوم بها بعض الأجهزة الرسمية لدينا، فهي تتأثر بعقلية الموظف البيروقراطي الذي يعمل على تسير النتائج لدراساتها بحسب الأهواء والأوضاع السائدة في مرحلة أجراء الدراسة.

 

قناعة الدول في السماح بقيام مراكز أبحاث مختصة في شتى المجالات المحلية، والإقليمية، والدولية، هو دليل نضج من الجهات الرسمية في كل الدول، وخصوصاً في العالم الغربي الذي يوجد به آلاف المراكز البحثية في أغلب المجالات، وبعضها يقوم ويهتم على قضايا منطقتنا الشرق أوسطية، ومنها إيران، وللأسف نحن نستفيد من بعضها في التعاطي مع الشأن الإيراني، وتبهرنا بعض نتائجها لأنها تستهوينا في حال الصراع السياسي هذا من ناحية، من الجانب الآخر القائمين على تلك الدراسات في مراكز الأبحاث الغربية لهم أهداف واهتمامات تختلف عنا في هذا المجال، وقد تكون جهات رسمية غربية هي من كلف تلك المراكز للقيام ببعض الدراسات عن إيران في قضايا يبني عليها السياسي الغربي قراره في التعاطي مع إيران، مثل قضية الملف النووي الإيراني، التي أتذكر أن أحد مراكز البحوث الأميركية قام بدراسة عن الجالية الإيرانية في أميركا، وهل تعتقد أن إيران من حقها أن تمتلك سلاحاً نووياً؟

 

كما أشرت سابقاً لا شك في أن المعلومة منتشرة اليوم في الفضاء المعلوماتي، ولكننا يجب أن نحدد وعلى مدى طويل أهدافنا في التعاطي مع إيران مثلاً، وأن يكون لدينا مراكز أبحاث وطنية تتبع للقطاع الخاص، ويكون لديها الاستقلالية في عملها، وكلنا يعرف أن علاقة الدول والجهات الرسمية ضرورية لهذه المراكز من خلال دعمها عن طريق السماح لها بإجراء أبحاثها في مجالات حساسة جداً.

 

كما قرأت أن من أهداف هذا المركز هو القيام بالأبحاث في الشأن الإيراني، واستقطاب المختصين فيه، وتعليم اللغة الفارسية، وهذه أهداف مهمة جداً، فكثير وللأسف من نشاهدهم على شاشات التلفزيون من أبناء المملكة، الذين يطلق عليهم مختص بالشأن الإيراني نجدهم لا يتكلمون اللغة الفارسية، وهذه من أبسط البديهيات والأدوات لمن يعنى في دراسة أية منطقة في العالم، وقد يكون أمام القائمين على هذا المركز فرصة من الاستفادة من بعض الخريجين السعوديين من أقسام اللغات الفارسية في بعض جامعاتنا لهذا المركز.

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه