تنفيذا لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ بدأت مجموعة من الطائرات الحربية الروسية في مغادرة الاراضي الروسية تمهيدا لمغادرة القوات الرئيسية الروسية المشاركة في الحرب في الاراضي السورية.
وإن ذهبت اغلب ردود الفعل الدولية الى تثمين الخطوة التركية الا ان قرار بوتين المفاجئ اثار اكثر من نقطة استفهام حول الدواعي والاسباب الحقيقية لسحب القوات الروسية من سوريا وخاصة على تاثير هذا القرار على مستقبل بشار الاسد في سوريا .
صحيفة لوفيغارو الفرنسية نشرت اليوم مقالا تحليلا حول الاسباب الحقيقية التي دفعت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى سحب قواته المقاتلة من الاراضي السورية رغم اصراره قبل ايام على بقاء بشار الاسد في سوريا وعلى مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية بكل الوسائل العسكرية والديبلوماسية. تناقض في النوايا والتصريحات والافعال يؤكد الصحفي في صحيفة لوفيغارو "جورج مالبرونو" أنه لا يعدو ان يكون مناورة روسية جديدة يهدف الكرملين من خلالها الى فرض شروطه ورؤيته على ارض المعركة وعلى مستقبل المعركة في سوريا، حيث يعتقد مالبرونو أن " موسكو تسعى من خلال إعلانها هذا إلى تعزيز الأكراد و معارضة الداخل من أجل تكوين هيكلية حكومية انتقالية هي أصلا مدرجة على جدول أعمال محادثات جنيف. هؤلاء المعارضين لم يحملوا السلاح إنهم ما بات يعرف بمجموعة حميميم" في إشارة إلى مركز القاعدة الجوية الروسية المجاورة للاذقية."
وبما ان القرار الروسي جاء في اليوم الاول من الجولة الثانية من محادثات جنيف 3 يعتقد الصحفي الفرنسي بان روسيا تسعى الى تدعيم موقعها في المفاوضات حول المستقبل السياسي والعسكري في سوريا. بعد ما تصفه الصحيفة الفرنسية بالفشل الروسي الذريع في تحقيق الاهداف التي أعلن من اجلها التدخل العسكري في سوريا.
ورغم نفي الكرملين أن يكون القرار يهدف الى ممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أكده ديميتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي في تصريحاته التي نقلتها قناة روسيا اليوم والتي اكد فيها بان القرار اتخذ بصفة منفردة من بوتين دون استشارة أي طرف دولي .الا أن اذاعة مونتي كارلو الدولية تؤكد بأن الانسحاب الروسي يعود لأسباب اقتصادية بحتة ولارتفاع تكلفة التدخل العسكري في سوريا حيث اصبح هذا التدخل مكلفا للاقتصاد الروسي "الذي لا يزال يعاني أزمة كبيرة منذ العام 2009 ، في وقت وصل فيه سعر برميل النفط إلى ادني مستويات له ، مما افقد الخزينة الروسية مداخيل مهمة."
يذكر أن عدد من القاذفات المقاتلة من طراز سوخوي (34) بدأت في مغادرة قاعدة حميم العسكرية في روسيا في خطوة اولى لمغادرة القوات الرئيسية الروسية للاراضي السورية رغم ان وزارة الدفاع الروسية اكدت اليوم بأنها ستبقي عدد من القوات الروسية في في قاعدتي حميميم وطرطوس.