رفضت كيانات معارضة لنظام بشار الأسد خطة الموفد الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا المتعلقة بتجميد القتال في المدينة. وكانت اللجنة التي تضم سياسيين وعسكريين قد شكلت السبت في اجتماع جرى في بلدة كيليس التركية الحدودية بحضور رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة وغيره من الشخصيات المعارضة علاوة على ممثلين عن منظمات المجتمع المدني في حلب. وقالت المعارضة ان الخطة "خطة جزئية وتتناقض مع المقررات الدولية ومع مطلب تنحي الرئيس السوري بشار الأسد." وغادر المبعوث الدولي دمشق أمس دون أن يلتقي رئيس النظام السوري بشار الأسد كما كان مخططا، كما رفضت الكيانات المعارضة لقاءه قائلة "نرفض اللقاء بدي مستورا ما لم يكن ذلك على أساس حل شامل للأزمة السورية يتضمن خروج بشار الأسد ورئيس أركانه، ومقاضاة مجرمي الحرب." معتبرة "إن مقترح دي مستورا لا يلبي متطلبات حل الأزمة الانسانية التي يعاني منها شعبنا الذي يستهدفه النظام بالاسلحة الكيمياوية والبراميل المتفجرة المحظورة من قبل المجتمع الدولي." ويمثل الرفض ضربة للجهود التي يبذلها في سبيل تحقيق السلام في سوريا، بحسب شبكة بي بي سي التي قالت في تقرير أن دي مستورا أغضب المعارضة في الشهر الماضي عندما وصف الرئيس الأسد بأنه "جزء من الحل" للأزمة التي تمر بها سوريا. وكان دي مستورا قد اجرى مباحثات مع وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد امس تركزت حول خطة تجميد القتال في حلب. وجرى خلال اللقاء متابعة النقاش حول خطة التجميد، واتفاق على إرسال وفد من مكتب المبعوث الدولي في دمشق إلى مدينة حلب للاطلاع على الوضع فيها عن قرب، بحسب الوكالة السورية الرسمية (سانا) كان دي ميستورا أعلن في منتصف فبراير أن النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على حلب لمدة ستة اسابيع لإتاحة تنفيذ هدنة موقتة في المدينة التي تشهد معارك شبه يومية منذ صيف 2012 تسببت بدمار واسع ومقتل الآلاف. وفي وقت سابق قال مصدر قريب من الموفد الدولي، لوكالة الأنباء الفرنسية، رافضاً كشف هويته، إن دي ميستورا الذي وصل إلى العاصمة السورية "يرغب ببدء تطبيق مبادرته في أسرع وقت ممكن. وسيلتقي لهذه الغاية مسؤولين سوريين في دمشق". يأتي هذا في الوقت الذي شهدت مدينة حدودية تركية اجتماع في حضور رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة يضم "شخصيات من الهيئة العامة للائتلاف وأخرى سياسية وعسكرية ومدنية من حلب بهدف تحديد موقف من مبادرة المبعوث الأممي حول تجميد القتال في حلب"، بحسب ما ذكر مصدر في المكتب الاعلامي للائتلاف. وأضاف أن "اجتماع قوى حلب سيستمر حتى الأحد"، ويتوقع أن يتم خلاله "تشكيل لجنة تضم ممثلين للقوى المختلفة تتولى متابعة الموضوع مع المبعوث الدولي". بالتزامن، عقدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي اجتماعا في دمشق لم تتمكن خلاله من تبني مبادئ لتسوية سياسية للأزمة كان توصل إليها وفد منها خلال لقاءات مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في باريس مؤخراً. وقال أحد المجتمعين لفرانس برس عقب انتهاء اللقاء رافضا كشف هويته "ستتواصل دراسة الوثيقة المقترحة بشكل معمق وجدي لكن لم يتم تبنيها لان بعض الاعضاء عارضوها". وأشار إلى أن اجتماعا في القاهرة سيعقد الجمعة المقبل من أجل التحضير لمؤتمر موسع يعقد في القاهرة أيضا يوم 17 أبريل بين وفود معارضة من الداخل والخارج تشمل أعضاء في الائتلاف المعارض. كما أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة خالد الخوجة أن موقف الائتلاف تجاه مبادرة دي ميستورا يتلخص بإصراره على أن يشمل تجميد القتال مناطق سورية عدة بالإضافة إلى مدينة حلب. وعلى هامش اجتماع ممثلي مدينة حلب من سياسيين وعسكريين وقوى ثورية في مدينة كلس التركية، وقال الخوجة في تصريح لـقناة العربية إنه أبلغ دي مستورا في لقائه الأخير مع رئاسة وأعضاء الائتلاف أن تجميد القتال يجب أن يشمل مناطق أخرى بالإضافة الى حلب كغوطة دمشق مثلاً التي تعاني من الحصار منذ أكثر من سنتين بالإضافة إلى القصف الذي لم يتوقف حتى أثناء وجود دي ميستورا في دمشق. وتتقاسم السيطرة على مدينة حلب القوات النظامية (في الغرب) وقوى المعارضة المسلحة (في الشرق)، وينسحب هذا الانقسام على حيي صلاح الدين وسيف الدولة المتلاصقين والواقعين في جنوب المدينة.