رغم أن أيام الرئيس الامريكي باراك أوباما باتت معدودة في البيت الابيض الا ان التوجه الجديد الذي يقوده وزير خارجيته ومن المنتظر ان يؤكده بنفسه يذهب الى التكفير عن خطأ إبداء حسن النوايا تجاه ابران والتقرب منها على حساب العلاقات التاريخية مع الدول الخليجية وهو ما قد يفهم من التصريحات الاخيرة لجون كيري وزير الخارجية الامريكي .
كيري أكد وفق ما نقلته صحيفة ليبيراسيون الفرنسية بأن على إيران أن تكف يدها عن دعم الفوضى في منطقة الشرق الاوسط. تصريح جاء على هامش مشاركة ممثل الادارة الامريكية في اجتماع مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في المنامة.
صحيفة ليبيراسيون نقلت عن كيري ايضا قوله بأن على إيران أن تدعم المساعي الدولية لانهاء الصراع الدموي في سوريا لا على إطالته وبأن تدعم الجهود الديبلوماسية للبحث عن حل نهائي للحرب في اليمن لا أن تواصل دعم طرف على حساب آخر. ويناقض هذا التصريح الخطوات الامريكية الاخيرة تجاه ايران والتي أثارت جدلا كبيرا خاصة في ما يتعلق بالاتفاق النووي معها ورفع العقوبات الاقتصادية عنها ، فهل يمكن إعتباره عودة للجادة من الجانب الامريكي أم تكفير عن خطأ أمريكي أرتكب في التعاطي مع الشأن الايراني
حيث شهد العلاقات الخليجية الامريكية تصدعا كبيرا منذ توقيع الاتفاق النووي مع إيران خاصة بعد التصريحات المثيرة للجدل لاوباما لصحيفة ذي أتلنتيك والتي حمل فيها السعودية مسؤولية الفوضى المنطقة، الوضع الذي لا ترغب الولايات المتحدة الامريكية في تواصله وهو ما يفسر قول جون كيري بان علاقات الصداقة الخليجية الامريكية ليست محل تساؤل وبأن التحالف الخليجي الامريكي حول منع ايران من إنتاج الاسلحة النووية لازال قائما وفق ما تنقله الصحيفة الفرنسية.
الصحيفة الفرنسية نقلت في ذات السياق تصريحات وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد الخليفة أيضا والتي أكد فيها بأن الكل يرغب في أن تغيير إيران من سياساتها في المنطقة وبأن تتوقف عن إثارة الفوضى في المنطقة.
وتعد اليمن أحد مسارح الصراع الخليجي الايراني ففي حين تدعم السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي فوات الحكومة الشرعية في اليمن تدعم ايران المتمردين الحوثيين. حرب يؤكد كيري بأنها يجب ان تتوقف وبأن على ايران بأن تدعم الجهود الدولية لايقاف الازمة الانسانية في اليمن، مضيفا بأن الجهود الدولية تنصب في الوقت الراهن على انجاح المفاوضات بشأن الازمة في سوريا والتي تستأنف في ال 13 من هذا الشهر في جنيف.
تصريحات كيري يفسرها مراقبون على أنها وعي امريكي بخطورة إيران في المنطقة وبفداحة الخطأ الامريكي بالتقرب من نظام الملالي، وهي التصريحات التي من المنتظر بأن يدعمها الرئيس الامريكي باراك أوباما خلال زياراته للسعودية في ال 17 من هذا الشهر وهي الزيارة التي يعولها عليها البيت الابيض لاذابة جبل الجليد مع بلدان الخليج العربي.