الإمارات تسعى لانشاء أول جبل اصطناعي للإستمطار

يجمع الخبراء والمنظرون على أن حرب المستقبل ستكون بامتياز حرب مياه بالنظر الى ندرة المياه في عدد من مناطق العالم وفي هذا السياق تسعى  الامارات العربية المتحدة منذ سنوات الى مواجهة أزمة شياح المياه من خلال عدد من الخطوات الجريئة آخرها انشاء مشروع أول جبل من صنع انساني لغرض تشكيل السحب.

 وتفيد قناة روسيا اليوم نقلا عن مصادر صحفية أن الإمارات خطت خطوتها الأولى في مشروع بناء أول جبل ينشئه الإنسان في العالم، ضمن المساعي التي تفكر الدولة باللجوء إليها لتحسين نسبة هطول الأمطار على أراضيها. حيث يعمل باحثون أمريكيون في"المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل الإماراتي" على وضع تصميم لمشروع أول جبل ينشئه الإنسان في العالم، لغرض تشكل السحب التي يمكن عبرها إتمام عملية الاستمطار عبر الطائرات المتخصصة.

ويؤكد الباحث المشارك في المشروع "رولف بروينتز" أن العمل منصب الان على دراسة وتقييم الآثار المترتبة على الطقس من خلال نوعية الجبل وعلوه ومنحدراته، فيما من المتوقع أن يصدر التقرير عن المرحلة الأولى من المشروع في هذا الصيف، الذي يشكل الخطوة الأولى.

ورصدت الامارات العربية المتحدة لهذا المشروع  400 ألف دولار ووضعت له كاهداف الى  تشكيل السحب التي يمكن عبرها إتمام عملية الاستمطار عبر الطائرات المتخصصة في عملية التلقيح لزيادة قطرات المياه داخل السحب الركامية بواسطة استخدام أملاح كلورايد الصوديم، وكلوريد الكالسيوم وكلوريد البوتاسيوم. ويؤكد "رولف " أنه في حال كان المشروع باهظ التكلفة، فمن الطبيعي أن لا تسير الخطة نحو النهاية، إلا أنها ستعطي فكرة عن الخيارات التي يمكن اللجوء إليها على المدى البعيد، ولكن في حال تمت الموافقة عليه، فالخطوة التالية ستتم باللجوء إلى شركة هندسية لدراسة إمكانية تحقيق هذا المشروع من عدمه.

يذكر أن فكرة "الاستمطار" بدأت مع الرئيس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي حرص على زيادة المياه الجوفية كمخزون استراتيجي للأجيال المقبلة. ولمواجهة حاجيات تزايد سكان الإمارات، تمت الاستعانة بعلماء من مختلف الدول، من بينهم وكالة ناسا الفضائية وجامعات أمريكية وجنوب إفريقية، فضلا عن متخصصين بدراسات الغلاف الجوي لإجراء الأبحاث التي امتدت من 2000 إلى 2004.

وتتمثل عملية الاستمطار في زيادة كميات المياه في داخلها، تتدخل فيها عوامل عدة لإنجاح عملية الاستمطار كتكون السحب الركامية ووجود تيارات الهواء الصاعد والمحمل بالرطوبة أو بخار الماء، بالإضافة إلى وصول الطائرات إلى مكان وجود السحابة في الوقت المناسب، إذ لا يتجاوز عمر السحابة الواحدة الـ45 دقيقة، هذا علاوة على إطلاق عدد من الشعلات المناسبة على نحو يتلاءم مع حجم السحابة.