الحياة - كانت «الفركة» من وسائل الترفيه لدى موظفي الحكومة، والفركة تعني الهروب من دوام الوظيفة إلى مقهى أو استراحة، يقابلها «النحشة» بالنسبة لطلاب المدارس والجامعات، ومع توافر بعض الخدمات الإلكترونية الحكومية أصبح الجهاز كله يستطيع «الفركة» من المراجعين، إما بعذر «السستم داون»، أو باستخدام الرد الآلي وهو المقابل «المستدام» لعبارة «راجعنا بكرة».
أما وسائل الترفيه الشخصية المستجدة، ومع انتشار الهواتف الذكية وأيبادات عطلت بعض العقول، ليتحول «الواتساب» وغيره من التطبيقات «المتذاكية»، إلى أهم وسيلة ترفيه في يد كل «مستهلك»، فهو يستخدم كل الوقت، في غرف الانتظار وأثناء قيادة السيارة، وحتى عند المناورات الأفعوانية في الطرقات السريعة. والذي يقود السيارة وهو منصرف لجهازه الذكي، ويلقي عليك في اللحظة نفسها نظرة ماسحة، متعدد المواهب ولا يمكن توفير ترفيه له بسهولة ويسر.
قبل فترة ظهرت أخبار عن مؤشر «عالمي» للسعادة كان لنا نصيباً طيباً منه مع عدم علمي بالمعطيات التي اعتمد عليها ذلك المؤشر، لكن الترفيه لا شك مهم وهو في الماضي تُرك للاجتهاد الشخصي تجارياً وفردياً، في التجاري استطاع «الفكر» التجاري الرأسمالي تحويل التسوق الاستهلاكي إلى ترفيه، أما الترفيه للبسطاء ومحدودي الدخل فمنه أن تجلس العائلة على رصيف بعيد نسبياً عن صخب المدينة لتشرب الشاي أو تتناول وجبة عشاء، وكان من الترفيه للعائلات الخروج للبراري القريبة من المدن لكن «التشبيك» الطويل للأراضي حد من ذلك. اختزل الترفيه لدينا في مواقع تجارية لألعاب الأطفال، يلعب الأطفال ويتسدح الوالدان حولهم، لذلك انتشرت الاستراحات للقادرين والأرصفة لغيرهم. مهمة الهيئة العامة للترفيه ليست سهلة كما تبدو للوهلة الأولى، فهي بحاجة إلى عصف للأفكار وتوليد لها لتقديم المفيد والمنتج الواعي، الذي لا يضع الربح التجاري هدفاً أوحد له، هي في واقع الأمر مهمة يمكن وصفها بالسهل الممتنع، لذلك لم يستغرب أن تظهر موجة من التعليقات على إنشاء الهيئة، إذ تصدرت لعبة «البلوت» التعليقات كواحدة من وسائل الترفيه المعتمدة لدى الكثير من المواطنين، تغيير هذه الصورة الراسخة أولى مهمات الهيئة الوليدة.