لا حديث يشغل الأوساط الاقتصادية والعالمية هذه الأيام أكثر من رؤية السعودية 2030 وقرار طرح أسهم شركة ارامكو اكبر منتج عالمي للنفط الخام للاكتتاب العام. وتعول المملكة العربية السعودية وفق مراقبين بشكل رئيسي على هذه الشركة الضخمة لتمويل خطتها وإعطاءها مجالا اكبر للإصلاحات التي تسعى لتنفيذها.
تركيز السعودية وولي ولي العهد محمد بن سلمان على العائدات التي ستعود بها عملية طرح 5 في المئة من شركة ارامكو في البورصة كمحور كبير في خطة الإصلاح السعودية يكشف بالفعل قيمة ارامكو وأهميتها محليا وإقليميا وعالميا. وفي هذا السياق نقلت قناة سي أن أن الأمريكية أن الأرقام الضخمة لهذه الشركة تعطيها هذه الأهمية حيث تنتج أرامكو واحدا من بين كل ثمانية براميل للنفط في العالم أي ما نسبته 12 في المائة من الإنتاج العالمي، وذلك يعتبر أكبر معدل إنتاج فردي لدولة بحد ذاتها. وما يؤكد ضخامة هذه الشركة دائما وفق القناة الامريكية هو ان احتياطاتها تبلغ 261 مليار برميل، وهذا الرقم يعني أن الشركة تملك احتياطيا يتجاوز الاحتياطي الذي تملكه قارة أمريكا الشمالية بأكملها. كما يبلغ عدد براميل النفط التي تشتريها الولايات المتحدة الأمريكية من شركة أرامكو يوميا بحسب الأرقام الصادرة عن ريستاد داتا مليون برميل.
و رغم عدم وجود أراقام رسمية عن نسبة الضرائب التي تدفعها ارامكوا، فان المحلل روبين ميلز من Qamar للطاقة تدفع الشركة 93 في المائة باعتبار أن الشركة تعطي كل عائداتها تقريبا للدولة. بالاضافة الى ان ارامكو ومن خلال مستوى انتاجها الضخم تجعل السعودية مع الكويت فقط الدولتان الوحيدتان القادرتان على إنتاج برميل نفط بتكلفة تقل عن عشرة دولارات وبالتحديد 9.90 دولارا، مقارنة بالتكلفة العالية نسبيا لبعض الشركات والدول وهو ما انعكس على حجم الخسائر الكبيرة نتيجة هبوط أسعار النفط.
حجم الإنتاج الضخم لارامكو ينسحب كذلك على قوة المستوى التشغيلية فيها حيث يبلغ عدد العاملين في الشركة 65 ألفا من عاملين وموظفين.
ارقام تعكس قوة شركة ارامكو مقارنة بالشركات العالمية الاخرى واهميتها في خطة الاصلاح الاقتصادي في السعودية حيث قدر ولي ولي عهد محمد بن سلمان أن تتجاوز عائدات طرح5 في المئة من اسهم ارامكو للاكتتاب تريليوني دولار وقد تصل إلى ثلاثة تريليونات دولار.