حفاظا على التراث والأصالة من جهة وتحريك عجلة التنمية الاقتصادية للإنتاج الحرفي النسوي من جهة أخرى يستمر معرض "حرفة باي نعيمة" نشاطه في مركز المملكة " بمملكة المرأة" والذي يعرض منتجات الحرفيات في ساحة مركز التسوق في طابق البلازا حتى آخر مايو الجاري، والذي افتتحته حرم أمير منطقة الرياض الأميرة نورة بنت محمد بن سعود مساء الثلاثاء الماضي.
يعتبر معرض "حرفة باي نعيمة" تعاون بين مصممة الأزياء نعيمة الشهيل و"جمعية حرفة" للمرة الثالثة على التوالي، والذي يهدف تنمية وتعزيز العمل اليدوي لنساء القصيم من خلال الدمج بين التراث الجميل والأصالة بالحداثة.
تضمن المعرض 24 مانكان مزين بمواد ومشغولات يدوية من قبل الحرفيات وبإشراف المصممة السعودية نعيمة الشهيل، وقد ساهم في صناعة هذه الملابس 140 سيدة سعودية تعمل من منزلها حيث سيعود ريع هذا المعرض إلى الحرفيات.
كما احتوى المعرض أيضا على منصتين بها أعمال حياكة يدوية من قبل الحرفيات المتدربات وذلك أمام الزوار لرؤية مدى حرفية وإتقان السيدة السعودية بتراثها العريق.
من جانبها، قالت مديرة العلاقات العامة بجمعية حرفة نورة المحيسن "أن جمعية حرفة تخدم التراث التقليدي بإدخاله في التصاميم المعاصرة بواسطة السدو والتطريز، وهي اول جمعية تعاونية نسائية متعددة الاغراض في السعودية تم تأسيسها من قبل الأميرة نوره بنت محمد بن سعود وهي جمعية متخصصة لدعم السيدات في الحفاظ على الحرف اليدوية والتراث لتستثمر في تدريب النساء لتطوير الحرف ومستوى جودة العمل كما لها خط انتاج غذائي لصناعة المخبوزات الشعبية والمجال الفني الذي يتناول عمل منتجات فنية من السدو والتطريز على الصناديق والخشبيات كذلك الجكت على الزجاج".
واضافت المحيسن بخصوص المعرض "أن الهدف من التعاون مع نعيمة الشهيل هو تطوير طرق متطورة للحصول على دخل دائم لدعم اعمال الحرفيات".
وتأتي مشاركة مركز المملكة في استضافة العلامة التجارية الأولى في السعودية والتي تخدم مفهوم المسؤلية الاجتماعية من حيث الاستدامة والكرامة والتي هي شراكة بين جمعية حرفة بالقصيم والمصممة نعيمة الشهيل تحت مسمى حرفة باي نعيمة الشهيل ، وذلك ضمن برامج مركز المملكة التي تعنى بالمشاركة بالمسئولية الاجتماعية إذ تكفل بإقامة المعرض ورعاية الحدث الذي يهدف الى توعية المجتمع لأهمية المحافظة على الهوية الوطنية الحرفية السعودية بأيادي سعودية والحفاظ على التراث مع رفع مستوى الرقي لمستوى عالمي .
يشار الى ان المعرض يستمر حتى 30 مايو.
من قلب المعرض
جلستا الحرفيتان نفلة العنزي وراحة العنزي أمام الزائرات في بهو معرض "حرفة باي نعيمة" يحكين قصص الماضي من خلال الخيط والابرة والقماش سدوا وتطريزا، فقمن يعرضن ماحاكته أيديهن وما طرزنه بعراقة الماضي وتراثه ليثبتن بأن دمج الاسلوب المعاصر مع اصالة الماضي لايتنافيان، وان جمالية الدمج تبدو في الشكل مع التصميم بأنامل ضهرت عليها تفاصيل الزمان وتجاعيد العمر.
راحة العنزي تبدو خمسينية في عمرها، تجلس بكل تؤدةوهي تعرض ماحاكته يديها والذي يظهر وكأنه عملا اليا من شدة الدقة، وهي احدى حرفيات جمعية حرفة خبيرة في التطريز وحياكة السدو تقوم بتعليم الحرفيات الصغيرات في السن ليتابعن ما أتممنه اسلافهن.
أما نفلة العنزي القابعة في المعرض والتي تدرب الفتيات من مختلف مدارس المنطقة منذ عام 1418 تقول انها "استفادت كثيرا من الاشتراك بالجمعية وتقوم بكثير بالاعمال الحرفية داخل الجمعية متمنية ان يكون لها مصنعها الخاص في المستقبل".