يعقد اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس اجتماع دولي يخصص لبحث مستقبل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. ويعقد الاجتماع بمشاركة وزراء ثلاثين دولة غربية وعربية وممثلي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، لكن في غياب الطرفين الاساسيين المعنيين، أي الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وسط أجواء ومعطيات تؤكد بأن مصير هذا الاجتماع لن يكون غير الفشل.
ويعد أجتماع باريس الدولي الاول منذ عشر سنوات تقريبا والذي يهدف الى دفع عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والاسرائليين. ويشكل غياب طرفي النزاع أحد عوائق هذا الاجتماع الذي يبدو بأن القائمين عليه إختاروا عدم استدعاء ممثلين عن الدولتين حيث برر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت تنظيم المؤتمر بدون مشاركة الفلسطينين والاسرائليين بالقول ان الحوار المباشر بين الاسرائيليين والفلسطينيين "لا ياتي بنتائج". فيما أكدت مصادر دبلوماسية فرنسية ان الاجتماع سيفشل في حالة حضور الاسرائيليين والفلسطينيين على طاولة واحدة بل من "المحتمل الا يدوم النقاش اكثر من بضع دقائق" وفق ما نقلته أ ف ب .
ويتجه الاجتماع الدولي الى طرح فكرة احياء مبادرة 2002 العربية والتي تقضي باعتراف الدول العربية باسرائيل في اطار اتفاق سلام شامل وانسحاب اسرائيلي من الاراضي الفلسطينية و اعادة التاكيد على حل يستند الى دولتين، اسرائيلية وفلسطينية، تعيشان بسلام جنبا الى جنب وتحفيز الجانبيين على القبول بهذه المبادرة من خلال تشكيل مجموعات عمل حول مواضيع محددة مثل تحفيزات اقتصادية لاحلال السلام واجراءات للحد من التوتر ميدانيا وتقديم ضمانات على صعيد الامن الاقليمي وفق الرؤية الفرنسية .
لكن التحديات والعوائق التي تنتظر هذا الاجتماع ومبادرته تجعل من إمكانية نجاحه ضئيلة جدا خاصة في ظل تمسك واصرار اسرائيلي على رفض المفاوضات الدولية واشتراط ان تكون المباحثات ثنائية فقط خاصة مع التعديلات الحكومية التي جعلت من الحكومية الاسرائلية يمينية أكثر وسط توسع لدائرة الاستيطان و تعليق الفلسطينيين التنسيق مع الاسرائيليين في مجالات عدة احتجاجا على مواصلة الاستيطان.