ماهي أبعاد الزيارة التاريخية للزعيم السعودي الشاب إلى الولايات المتحدة ؟
تكتسي الزيارة التي يؤديها ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للولايات المتحدة أهمية كبيرة ليس فقط لتزامنها مع إطلاق السعودية لرؤيتها لسنة 2030 والتي ترتكز في جزء منها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية و مع الخلاف السعودي مع الأمم المتحدة حول وضع التحالف العربي في اليمن على لائحتها السوداء للانتهاكات ضد الأطفال بل لأنها تمثل منعرجا كبيرا في السجل الدبلوماسي للأمير الشاب.
معهد واشنطن للسياسات الشرق الادنى اورد في هذا الاطار مقالا تحليليا تحت عنوان " الزيارة التاريخية للزعيم السعودي الشاب إلى الولايات المتحدة" أكد من خلاله سايمون هندرسون معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد ان زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لواشنطن تكتسي أهمية كبيرة لمستقبل العلاقات السعودية الأمريكية وخاصة للمستقبل الديبلوماسي والسياسي لوزير الدفاع السعودي الشاب بما أن تعد الزيارة الفردية الاولى له للولايات المتحدة حيث سبق له زيارة واشنطن في أيار/مايو 2015، رفقة ولي العهد الأمير محمد بن نايف، للمشاركة في قمة زعماء دول الخليج في كامب ديفيد، عندما حاول الرئيس أوباما تهدئة المخاوف بشأن الاتفاق النووي مع ايران. وكذلك في أيلول/سبتمبر، رفقة الملك سلمان بن عبد العزيز.
زيارة استئنائية سيتحدث فيها ولي ولي العهد السعودي للمرة الاولى منفردا باسم المملكة العربية السعودية مع قادة ومسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة الأمريكية التي سيطر التوتر والفتور في الأشهر الفارطة علاقتها بالمملكة نتيجة التقارير الامريكية التي تحاول إقحام السعودية في الملف السري لاحداث ال 11 من سبتمبر وتحميلها مسؤولية الاعتداءات رغم نفي مدير وكالة الاستخبارات الامريكية لوجود أي علاقة تربط السعودية بهذه الاحداث في الملف السري. بالإضافة إلى ما سببه توقيع واشنطن للاتفاق النووي مع ايران من شعور بخيانة التحالف التاريخي بين البلدين من قبل ادارة اوباما وخاصة رفض الولايات المتحدة تقديم ذخائر القنابل العنقودية إلى الرياض في الشهر الماضي بسبب المخاوف من استعمالها في اليمن.
وان كانت للزيارة أيضا أهداف اقتصادية تتمثل في استقطاب الشركات الأمريكية للاستثمار في السعودية وفقا لرؤية السعودية 2030 والتي بشرف على تنفيذها ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فإن "سايمون" يعتقد بأن اهمية هذه الزيارة تتمثل في أنها ستكون فرصة مواتية للقادة والمسؤولين الأمريكيين للتعرف عن كثب عن الأمير الشاب الذي يقود خطة إصلاحية عميقة في السعودية.
