حظيت زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى الولايات المتحدة الامريكية باهتمام سياسي واعلامي كبير نظرا لأهمية الملفات التي ناقشها الامير السعودي مع القادة الامريكيين وخاصة لان هذه الزيارة تعد الاولى لوزير الدفاع منفردا الى السعودية.
في هذا السياق أوردت قناة NBC NEWS الامريكية مقالا تحليلا حول ابعاد هذه الزيارة ومدى تأثيرها في العلاقات الامريكية السعودية التي شهدت توترا كبيرا خاصة بعد توقيع ادارة اوباما للاتفاق مع ايران.
واكدت القناة الامريكية بأن هذه الزيارة كانت هامة بالنسبة للجانبين الامريكي والسعودي حيث كان القادة الامريكيون ينتظرون زيارة ولي ولي العهد السعودي صاحب الرؤية الاصلاحية في السعودية الذي سطع نجمه سريعا في المملكة وفي منطقة الشرق الاوسط عموما نتيجة القرارات الجريئة والصارمة التي اتخذها في عدد من القضايا المحلية والاقليمية على غرار اشرافه على عاصفة الحزم وقيادته للتحالف العربي في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من ايران ناهيك عن برنامجه الاصلاحي الذي يريد تطبيقه في السعودية لإنهاء اعتمادها على النفط.
القادة الامريكيون كانوا يراقبون ولي ولي العهد محمد بن سلمان وتحركاته النشيطة بكل اهتمام لكنهم فضلوا لقائه للتعرف اكثر عليه وعلى الخطط التي يملكها لمستقبل السعودية ولمنطقة الشرق الاوسط ولدور الرياض وواشنطن فيه حيث يؤكد بروس ريدل، ضابط المخابرات الوطني السابق لمنطقة الشرق الأوسط وعضو في فريق الرئيس أوباما الانتقالي أن قادة الولايات المتحدة الآن بحاجة إلى التعرف على الرجل بصورة اوضح.
وتفيد القناة الامريكية ان اجتماع الامير محمد بن سلمان بعدد من القادة الامريكيين أتاح للقيادة الامريكية تشكيل صورة كاملة عن ولي ولي العهد وقيمة الافكار التي يريد تطبيقها في خصوص الاصلاحات الاقتصادية في السعودية ومستقبل التعاون السعودي الامريكي في مكافحة الارهاب.
من جانب اخر تذهب القناة الامريكية الى ان هذه الزيارة لها أهمية كبيرة كذلك للأمير الشاب وللسعودية بما ان ابرز اهدافها هو العودة بتعهدات أمريكية على الانخراط في برنامج الاصلاح الاقتصادي في المملكة " رؤية السعودية 2030 " التي تسعى لاستقطاب اكبر الشركات العالمية للاستثمار في السعودية وهو المحور الاساسي لاجتماعات لولي ولي العهد السعودي مع وزيرة التجارة الامريكية وكذلك مع عدد من أصحاب الشركات الامريكيين.
هذا ويتوقع مراقبون بان تكون هذه الزيارة منعرجا حاسما في العلاقات السعودية الامريكية ومستقبلها في ما يتعلق بملف مكافحة الارهاب والتهديدات الايرانية في منطقة الشرق الاوسط وخاصة في مجال التعاون الاقتصادي بين البلدين.