إلى جانب التهديدات الارهابية تواجه المملكة العربية السعودية تحديا أمنيا على درجة كبيرة من الخطورة ذلك المتعلق بالأمن السيبراني (الالكتروني)، حيث تمثل السعودية البلد الأكثر إستهدافا من قبل الهجمات الالكترونية في الشرق الاوسط فيما تمثل إيران أحد أهم الجهات التي تستهدف الامن الالكتروني السعودي.
حيث كشف مركز global risk insights المختص في الجرائم والتهديدات الالكترونية في دراسة له ترجمتها عنه الرياض بوست بأن المملكة العربية السعودية هي أكثر دولة مستهدفة إلكترونيا في منطقة الشرق الأوسط .
ويضيف المركز بأن الإمكانيات الرقمية والالكترونية الكبيرة للسعودية تجعلها هدفا مميزا للهجمات الالكترونية حيث تمتلك المملكة أكبر عدد من المشتركين في خدمة الإنترنت في العالم العربي وخدمة الإنترنت فقد زاد عدد المشتركين بما يقرب من 30 في المئة منذ عام 2010. كما يمثل السعوديون 40 في المئة من مستخدمي موقع تويتر كما يمثلون 10 من مستخدمي موقع فايسبوك في العالم العربي وهي الارقام المرحجة للارتفاع في السنوات القادمة.
ومن بين الأسباب الاخرى التي تجعل السعودية الهدف المفضل والأول للهجمات الالكترونية في الشرق الاوسط هي الوزن الاقليمي للمملكة التي تعد أحد أبرز دول المنطقة وقائدة لمجلس التعاون الخليجي كما يزيد تأثيرها ونفوذها وعلاقاتها على المستوى العربي وكذلك العالمي من شاهية قراصنة الانترنات دولا كانوا أو أشخاصا. ذلك أن تحالف السعودية مع عدد من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الامريكية وعلاقاتها القوية مع دول ذات نفوذ عالمي تجعل منها هدفا محبذا للهجمات الالكترونية التي وصلت سنة 2015 إلى 160،000 محاولة هجوم يوميا.
إضافة إلى ذلك زاد اعتماد المملكة المتزايد على التكنولوجيا الرقمية في قطاعات حساسة مثل النفط والغاز والخدمات المصرفية والاتصالات من تعرض المملكة لهذا الكم الهائل من الهجمات. ذلك أن المملكة العربية السعودية تعد أكبر مصدر للنفط في جميع أنحاء العالم وتمتلك ثاني أكبر قطاع المصرفي في العالم العربي.
وبالحديث عن قائمة المهاجمين فتعتبر إيران المهاجم الأكثر إستهدافا للسعودية على المستوى الالكتروني حيث تمثل علاقة السعودية القوية بالغرب وكذلك سياستها المناهضة للسياسة التوسعية الايرانية سببا كافيا لتستعمل إيران العالم الافتراضي للانتقام من خصمها الاقليمي وفي هذا السياق يؤكد المركز أن الهجوم الالكتروني الابرز لايران على المواقع السعودية كان سنة 2013 من خلال فيروس "شمعون " الذي إستهدف شركة أرامكو السعودية العملاقة والذي قضى على 85 في المئة من أجهزة الشركة مما تسبب في إغلاق عمليات الشركة لمدة أسبوعين.
كما قامت إبران في العام الماضي وفق المركز في العام الماضي بحملات تجسس إلكتروني على المؤسسات المالية، ومؤسسات أمنية، ومواقع حكومية. كما يؤكد المركز بأن عدد من الجهات الاخرى دخلت قائمة إختراق المراسلات في البريد الإلكتروني لوزارة الخارجية السعودية، و قرصنوا البيانات الشخصية لموظفي الحكومة السعودية .