بالتوازي مع وصول وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية فيجاي كومار سينغ إلى السعودية لبحث سبل إعادة آلاف العمال الهنود الذين سرحوا من وظائفهم ولم تدفع لهم مستحقاتهم ليجدوا أنفسهم دون أموال لشراء تذاكر سفر ولا حتى لشراء طعام، شرعت المملكة العربية السعودية في إتخاذ جملة من الاجراءات الفورية والمجانية لحل هذه الأزمة.
في هذا السياق أكدت قناة فرانس 24 أن وزارة العمل السعودية تعتزم التحرك بشكل "عاجل وفوري" لمعالجة أوضاع آلاف العمال الهنود، من خلال إجراءات تشمل السماح لهم بنقل كفالاتهم أو استصدار تأشيرات خروج.
يأتي ذلك في وقت وصل فجر اليوم إلى مدينة جدة، المقر الصيفي للحكومة السعودية، وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية فيجاي كومار سينغ، بعد يومين من إعلان بلاده أنها تتفاوض مع الرياض لإعادة الآلاف من مواطنيها الذين خسروا وظائفهم أو تأخرت رواتبهم.
إلى ذلك نقلت القناة الفرنسية عن صحيفة "عكاظ" السعودية تأكيدها بأن المدير العام لفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في منطقة مكة عبدالله العليان، كشف بأن الوزير مفرج الحقباني أصدر تعليماته بحل إشكاليات العمال الهنود والسماح لهم بنقل كفالاتهم فورا وتجديد إقاماتهم وإجراء خروج وعودة أو خروج نهائي لمن يرغب، على أن تكون كل الخدمات مجانا، ويتم استقطاع رسومها لاحقا من الشركة.
و نقلت القناة الفرنسية أن مسؤوليين آسيويين أكدوا أن الآلاف من العمال الهنود والفيليبينيين والباكستانيين يواجهون أوضاعا مأساوية في السعودية، دفعت العديد منهم إلى حد الجوع والتسول.
إلى ذلك ورغم تأكيد السلطات الهندية أن عدد عمالها المتضررين يبلغ حوالى عشرة آلاف، أكدت الصحيفة السعودية أن عدد هؤلاء يناهز 2500 يعملون جميعا لدى شركة "سعودي أوجيه" المملوكة من رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، والتي لم تسدد الرواتب منذ أشهر.
في سياق متثل أشار مسؤول جمعية "ميغرانتي" للعمال المهاجرين غاري مارتينيز لوكالة فرانس برس أن بعض الفيليبينيين اضطروا للتسول للبقاء على قيد الحياة بعد أشهر بلا راتب، بينما أكدت وزارة الخارجية الباكستانية أن 8520 من مواطنيها العاملين في السعودية لم يتسلموا رواتبهم منذ أشهر.
هذا و تعود هذه الأزمة بشكل رئيسي إلى تراجع قطاع المقاولات في السعودية خلال الأشهر الماضية، بسبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط عالميا، والذي يشكل المصدر الرئيسي لإيرادات المملكة.
وبالعودة إلى الاجراءات التي ستتخذها الحكومة السعودية لانهاء هذه الأزمة كشف المدير العام لفرع وزارة العمل في منطقة مكة، أن قرارا صدر بإيقاف خدمات الحاسب الآلي عن "سعودي أوجيه" وتجميد حساباتها ومنعها من أي مناقصات، مشيرا إلى أن الجهات المختصة قررت تأمين وجبات غذائية يومية مجانا للعمال المتضررين في مقر سكنهم، ومخاطبة أمانة جدة للتحرك بهدف الوقوف على مقر السكن وإلزام المالك بإجراء التحسينات المطلوبة، فضلا عن مخاطبة جهات عدة كالصحة وشركة المياه للمشاركة مع الوزارة في معالجة أوضاع العمال.
وفي سياق متصل أعلن العليان عقب لقائه بالقنصل الهندي في جدة محمد نور رحمن شيخ لبحث أوضاع العمال المتضررين عن تحرك عاجل وفوري لمعالجة أوضاع 2500 عامل هندي في شركة -سعودي أوجيه- واجهوا مصاعب بسبب تأخر رواتبهم وقطع التيار الكهربائي والإعاشة عن مساكنهم بواسطة شركة متعهدة مع الشركة الأم.