هل تشعر بالندم على بعض القرارات حين تكتشف أنها لم تكن صالحة أو صحيحة بعد أن ترى تبعات اتخاذها أو التخاذل عن معارضتها إن فرضت عليك؟ هل يحدث ذلك معك دائماً أم نادراً؟
أتعلم، قد يكون الندم أحياناً رد فعل إيجابي على خطأ ارتكبته يخلق هالة حولك تمنعك من تكراره، لكنه في المقابل قد يصبح أمراً مميتاً لروحك باختلاف الظروف.
لكن هل نستحق أن نحبس أنفسنا داخل فقاعة الندم على ما لا نستطيع تغييره؟
هذا ما حدث مع ابتهال التي اتخذت قراراً غير مجرى حياتها. فأمسكت بقلمها وكتبت لي قائلة: حين بدأت بكتابة هذه الحروف.. كنت أشعر بأني مثقلة. مثقلة بالندم على أني لم أتركه منذ أعوام سرقت من عمري أجمله.
لكن ما لذي كان يتوجب علي فعله حينها على أية حال؟ كنت مشوشة فكرياً ولم أكن أقوى على فراقه رغم أني لم أكن أحبه. ربما لأني اعتدت على وجوده خلال فترة زواجنا، أو أن الأمر أشبه بالإدمان!
وربما كان خوفي من أن أصبح فجأة نصفاً وحيداً تائهاً يبحث بتخبط عمن يكمل نصفه! فصقيع الوحدة قد يقتلني إن عدت إليه بعد أن شعرت بالدفء! ألا يحرص من شبع بعد تضور على أن يحافظ على النعمة من الزوال بألا يسرف في أكله ويتأكد من أنه لا يرمى؟
هذا ما كنت أشعر بأن عليّ فعله بعد أن حذرتني زوجة أبي من تبعات التفريط فيه فليس هناك خط رجعة! قالت إن علي الحفاظ على ذلك الكيان الذكوري الذي لم يكن رجلاً في يوم من الأيام التي ضاعت وكادت تفقدني ما تبقى من ذاتي!
لكني الآن.. وفي هذه اللحظة قررت ألا أندم على أي شيء بعد اليوم!
فها أنا اليوم أعيش حياة لم أتخيل أن تصبح واقعاً! فقد أكملت دراستي وحصلت على الشهادة التي حلمت بها منذ أن كنت في منزل أبي، وأعمل في وظيفة في تخصصي، وأشعر بالفخر بكل إنجاز أحققه مهما بدا تافهاً! فقد شفيت من الاكتئاب الذي كنت أعاني منه وأنهيت آخر جلسات علاجي النفسي، وتخلصت من كل البقع والرضوض الزرقاء والسوداء التي كانت تحتل جسدي الجميل ولم أعد بحاجة لأن أرتدي سترة تخفيها عن أعين صديقاتي.
لذا سأحتفل بكل ما أعيشه الآن من لحظات جميلة، ولن أندم على ما مضى لأني لن أستطيع تغييره! لماذا أخسر ما تبقى في الحسرة على ما مضى؟.
*كاتبة ومذيعة