#محمد_بن_نايف ... جنرال #الحرب على #الإرهاب ورائد #المناصحة

بعض المراحل من التاريخ تطبع رجالها بطابعها حتى يغلب على صفاتهم الأولى، فينفعلون به أكثر مما يفعلون. والبعض القليل النادر من الرجال، يطبع مرحلته بطابعه الشخصي وملكاته الإبداعية فإذا بأفعاله وإنجازاته تصنع التاريخ وتوجّه أحداثه وتبني عالياً للأجيال الآتية، فيصير هو القدوة والمثال، والسند والملاذ، والسراج الذي يُضيء الطريق إلى الأمان والرفاه.

صاحب السموّ الأمير محمد بن نايف من طينة الرجال الذين صنعوا ويصنعون بُنيان تاريخ بلادهم بكل اقتدار وجدارة، في هذه المرحلة بالغة الدقة من من حياة مملكة الخير.

الأمير وليّ العهد، وزير الداخلية، واحد من القِلّة النادرة من الرجال البُناة، الذين على كواهلهم تقوم البلدان ويزدهر العمران ويتحقق الأمن ويُصان.

ملكاته الشخصية كانت منطلق خطواته الواسعة في خدمة الأمة والوطن. فهو لا يطرق باباً إلا بعد معرفة دقيقة بما خلفه ودراية عميقة بما ينبغي القيام به. مهنيته العالية جعلته دائماً في مقدّمة صفوف المُنجزين الأفذاذ. رصيده قيمٌ دينية أصيلة وصفاء وطني نقيّ وصبر وطول أناة على العمل والإحاطة والمتابعة، بما أتاح له تخطّي كل ما كان تقليدياً ومتعارفاً عليه في ميادين القيادة الأمنية، وجعله مضرب المثل في الإنتاج والنجاح، ليس فقط على مستوى المملكة والمنطقة، بل حتى في المنظور العالمي. 

وهذا ما شهدت له به كُبريات الصّحف العالمية بعد أن لفتت انتصاراته على الإرهاب اهتمام العالم أجمع. لقد  طبق صاحب السموّ الأمير محمد بن نايف رؤيته المتقدّمة في مجابهة الإرهاب، فحقق وما يزال من النجاح ما اعترف به القاصي والداني، وأطلقت عليه الجهات السياسية والإعلامية في الغرب لقب "جنرال الحرب على الإرهاب"، واهتمت دولٌ كثيرة باقتباس النموذج الأمني السعودي الذي بناه بجهوده، لتعتمده حفاظاً على أمانها وسلام مواطنيها.

"المناصحة" لهداية الضّالين

أدرك الرجل بغريزته الأصيلة الباهرة أن مواجهة الفتنة التي أوقدتها "الفئة  الضالة" لا يكون فقط بالإجراءات الأمنية والعسكرية، بل بمزاوجة ذلك مع نشر وتسويق منهج فكري متقدّم يقوم على سماحة الشريعة الإسلامية وعدالتها السامية، فيعمل بالحُسنى والإقناع على إعادة الضالين إلى حظيرة الإيمان وجادة الصواب، ويُنقذهم من شياطين الغَفَلة والإستغفال. 

ولقد حقق في ذلك أكبر النجاح بما يتوافق مع ضرورات لمرحلة وواجبات الدولة تجاه المواطنين والوطن، رعايةً وحمايةً وتحصيناً أمام الأخطار. 

وبهذا الأسلوب السلس وغير المسبوق برزت "استراتيجية المناصحة" التي كان له الفضل في تطبيقها والعمل بها، فنجح من خلالها في إخراج كثيرين من الضالين، من أسر الفكر المتعنت الذي تورّطوا باعتماده، وإعادتهم إلى جادة الإيمان الحق، والعمل بالتالي على حماية الوطن والأمة في الوقت نفسه.

ما لفت انتباه الشرق والغرب على السواء، ودفع أحد كبار الباحثين في مؤسسة مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي" إلى التنويه بما أسماه "الإستراتيجية السعودية اللينة والاعتماد الذكي لمبدأ القوة الناعمة".

وإلى ذلك فرض الأمير الوزير وليّ العهد إيقاعه على المستويات الإنسانية والاجتماعية، فراح يتفاعل بعطف الأب المسؤول مع قضايا الناس ومشاركتهم همومهم، وبذل الجهد والوقت والفكر والأخلاق الرفيعة في التعامل، ما لاحظه وسعُد به ذوو الموقوفين في قضايا أمن الوطن. 

وكانت محاولة الاغتيال التي تعرّض سموّه لها، وساماً إضافياً لرجل لا يبخل بحياته فداءً للوطن وللمواطن. 

 وللأسف فقد قوبلت الأريحية التي عامل بها محمد بن نايف المطلوبين، وسماحته مع كل من راجع منهم نفسه وثاب إلى رشده، بمكر سيئ، فتعرض سموه لمحاولة اغتيال.. وحينها قال لسموّ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، عندما زاره في المستشفى ليطمئن عليه، إن هذه المحاولة الغادرة لن تزيده سوى تصميماً على محاربة الفئة الضالة والإرهاب.

تسخير الإعلام لخدمة الأمن

وعلى امتداد الأيام والأشهر والسنوات التي انقضت منذ أواسط العام 1999، تاريخ تسلّمه مقاليد منصبه الحالي على رأس أجهزة الأمن، لاحظته مختلف وسائل الإعلام الغربية بشكل خاص، وراحت تتابع جهوده في مكافحة الإرهاب ونتائجها بنوع من العرفان والإعجاب. 

صحيف "فاينانشيال تايمز" مثلاً أبرزت جهود سموه في مكافحة الارهاب ، وتحدّثت عن "إحباط المملكة أكثر من 160 عملية إرهابية" بفضل جهوده.

كذاك أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى الدور الكبير الذي لعبه في الميدان الأمني، ووصفت الحملة التي يقودها ضد الإرهاب بـ "الشرسة". 

ووصفته صحيفة "التلغراف" اللندنية بـ"رجل الداخلية القوي الذي لا يحبّ الأضواء". 

أما من جهتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية فقد اعتبرته "قائد أكبر حملة عالمية لمكافحة الإرهاب"، سواء في ملاحقة الإرهابيين (القاعدة) بلا هوادة وإفشال مؤامراتهم،  أو في الأخذ بيد من وقعوا في براثن الفكر الضال ومناصحتهم. 

ويلفت الاهتمام تعليق ذكي للسفير البريطاني السابق في المملكة، "شيرارد كوبيبير" الذي قال إن "مما يميّز الأمير محمد بن نايف أنه يتخذ خطوات استثنائية أبعد من الإجراءات لأمنية الصرف، حيث يستخدم الإعلام والإنترنت لدعم الإصلاح الفكري للشباب".

ومن أبرز الدلائل على نجاحه البعيد في جبه الإرهاب وتقليم أظافرة السامة، أنه تعرّض للعديد من محاولات الاغتيال التي أطلقها الإرهابيون ضده، من دون أن يظفروا به، سواء منها محاولة اغتيالة داخل مكتبه بوزارة الداخلية بالرياض، والمحاولة الأخرى عند محاولة الإرهابيين استهداف طائرته الخاصة عند إقلاعها. 

وقد كتب الله له السلامة على الدوام.

ومن الممكن لمس النقلة الكبيرة التي حققتها وزارة الداخلية على كافة أذرعها تحت إشراف وزير الداخلية سموّ وليّ العهد. 

وتُلاحظ ثمار عملية بناء وتطوير وتحديث أجهزة الأمن، خصوصاً المعنية منها بمكافحة الإرهاب، والتي حرص على أن يوفّر لها كل وسائل الدعم من تسليح وتجهيزات مختلفة. 

وعلى الرغم من نيله وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى كواحدة من أبرز أبرز سمات التقدير المستحق من القيادة للأمير محمد بن نايف، إلا أن ذلك كلّه لم يخرجه من شخصيته التقليدية الأصيلة، كواحد من أبناء الصحراء المشغوفين برمالها وظروف الحياة فيها، وهو الحريص  على تمضية البعض من عطلاته على رمالها متلمّساً خطوات الآباء والأجداد. من دون تكلّف.

هذه هي باختصار بعض مميزات الأمير محمد بن نايف، وليّ وليّ العهد وزير الداخلية، الرجل الحديدي المُهاب الذي ما إن تقترب منه، حتى تكتشف رأفة الأب وأصالة إبن الصحراء البسيط الذي يتصرف معك بتواضع رجل يعيش على سجيته بمن دون تكلّف.