شهر سبتمبر من العام الحالي اكتمل عام على استشهاد عدد كبير من أفراد القوات المسلحة في ساحة المعارك في اليمن وتحديدا في محافظة مأرب، عام مر بسرعة البرق، عام لم ننس فيه شهداءنا الأبرار أبدا، بل كانوا دائما معنا في كل انتصار تحققه قوات التحالف العربي والقوات الموالية للشرعية باليمن.
جنودنا الشهداء، وكذلك المرابطون بميدان المعارك في كل مكان تحت راية دولة الإمارات ، أنتم فخر لنا، وأنتم عزنا ومجدنا وهيبتنا، أنتم من صنعتم التاريخ لدولتكم، فغدا سيتحدث أبناؤكم بكل فخر عن تضحياتكم الجليلة في سبيل الدار، وحمايتها من كل الطامعين ، وسيحدثون أصدقاءهم وأحفادكم عن قصصكم البطولية ، قائلين "إن والدي الشهيد كان في القوات المسلحة، ذهب إلى اليمن ودافع عن عروبتنا تحت راية الدولة، وكان استشهاده نبأ عظيما افتخرنا به جميعا".
هنا دعوني أعود إلى عام كامل، واستخلص ما حدث في بلادي، كيف كان حالها؟، كيف كانت مشاعر سكانها؟ كيف استقبل ذوو الشهداء خبر استشهاد ابنهم؟ كيف كانت بلادي؟.
قبل عام من الآن، توجه الشرفاء من أبناء الوطن والمقيمين على هذه الأرض الطيبة إلى مستشفيات الدولة، للتبرع بدمهم، في إشارة واضحة، إلى أن الدم أقل ما يمكن أن يقدم لكم يا جنود الوطن، وأن تضحياتكم الكبيرة زرعت فينا روحا جديدة وايقنت أن بلادي الإمارات العربية المتحدة تستحق منا التضحية بكل دمائنا من أجلها، لأن التضحية بالأرواح أسمى ما يمكن أن يقدم الإنسان لبلده، وقد أراد أبناء الوطن توجيه رسالة للطامعين بالأرض الغنية، أن الإمارات قلعة حصينة ومتماسكة، وأن كل من يعيش على أرضها سيلبي النداء في الدفاع عنها، مؤكدين أن " البيت متوحد".
وقد أولت حكومة الإمارات، اهتماما خاصا بأسر الشهداء، حيث أعلنت عن إنشاء مكتب خاص في ديوان ولي عهد أبوظبي يعنى بمتابعة أمور ذوي الشهداء ومتطلباتهم وتنفيذ جميع احتياجاتهم، وأن أبناء الشهداء لا خوف عليهم لأنهم سيتلقون تعليمهم في أرقى مدارس الدولة، في خطوة ورسالة واضحة أن حكومة الإمارات لا تنسى تضحيات أبنائها وهي محل تقدير وعرفان، وستبقى ممتنة لأباء وأمهات الشهداء وأقاربهم، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الإخلاص والتفاني، مؤكدين أن الوطن غال، وهو أغلى من الابن ومن كل شيء.
اليوم يتواجد الآلاف من جنودنا البواسل في اليمن، ليكملوا سلسلة الانتصارات التي حققها إخوانهم الشهداء وغيرهم من الجنود الذين سبقوهم في ساحة القتال في أرجاء محافظات اليمن، مؤكدين أن ثارنا مايبات، وأن النصر قادم بإذن الله تعالى وستحرر اليمن من هؤلاء الحثالة أتباع النظام الملالي.
رحم الله شهداء الوطن، وحفظ جنودنا الإمارات وقوات التحالف العربي.